دال على أنّ السلام أوّل الكلام ، وقد تقدّم الأمران ، أوّلهما : في غضون العنوان الأوّل ، وثانيهما : في ( ٥ ـ السلام قبل الكلام ).
٦ ـ روى الصدوق بسنده إلى المفضّل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن العلّة التي من أجلها وجب التسليم في الصلاة؟.
قال : لأنّه تحليل الصلاة.
قلت : فلأيّ علّة يسلّم على اليمين ولا يسلّم على اليسار؟.
قال : لأنّ الملك الموكّل الذي يكتب الحسنات على اليمين ، والذي يكتب السيئات على اليسار ، والصلاة حسنات ليس فيها سيّئات ، فلهذا يسلّم على اليمين دون اليسار.
قلت : فلِمَ لا يقال : السلام عليك والملك على اليمين واحد ولكن يقال : السلام عليكم؟.
قال : ليكون قد سلّم عليه وعلى من على اليسار ، وفضل صاحب اليمين عليه بالإيماء إليه.
قلت : فلِمَ لا يكون الإيماء في التسليم بالوجه كلّه؟ ولكن كان بالأنف لمن يصلّي وحده وبالعين لم يصلّي بقوم.
قال : لأنّ مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين (١) ، فصاحب اليمين على الشدق الأيمن ، وتسليم المصلّي عليه ليثبت له صلاته في صحيفته.
قلت : فلِمَ يسلّم المأموم ثلاثاً.
قال : تكون واحدة ردّاً على الإمام ، وتكون عليه وعلى مَلَكَيْه ، وتكون (٢). الثانية على من على يمينه والملكين به ، وتكون الثالثة على من على يساره والملكين الموكلين به ، ومن لم يكن على يساره أحد ،
__________________
١ ـ الصحيح « الشدقان » بالرفع خبر « لأنّ ».
٢ ـ التأنيث باعتبار التسليمة.