ومن أجل ذلك كان التكبير سبعاً ، والافتتاح ثلاثاً ؛ فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عزّ وجلّ : الآن وصلت إلي فسمّه باسمي ، فقال : « بسم الله الرحمن الرحيم » إلى آخره.
الظاهر : أنّ المراد بالحجب هنا غير السموات ، كما يظهر من سائر الأخبار ، وأنَّ ثلاثة منها متلاصقة ، ثم تفصل بينهما بحار النور ، ثم اثنان منها متلاصقان ، ثم تفصل بينهما بحار النور ، ثم اثنان ملتصقان ، فلذا استحبّ التوالي بين ثلاث من التكبيرات ، ثم الفصل بالدعاء ، ثم بين اثنين ثم الفصل بالدعاء ، ثم يأتي باثنتين متصلتين. فكل شروع في التكبير ابتداء افتتاح. وحمل الوالد العلامة ( ره ) ، الأفتتاح ثلاثاً على تكبيرة الإحرام، التي هي افتتاح القراءة ، وتكبير افتتاح الركوع ، وتكبير افتتاح السجود ، ولعل ما ذكرنا أظهر.
وقوله : « شكراً ثانياً » : يحتمل أن يكون كلام الإمام عليهالسلام ، أي قال النبي صلىاللهعليهوآله على وجه الشكر : « الحمد الله ربّ العالمين » ، والظاهر أنّه من تتمّة التحميد ، ويؤيد الأول أنه ورد تحميد المأموم في هذا المقام بدون هذه التتمَّة. ويؤيد الثاني أنّه ، صلىاللهعليهوآله ، أضمر شكراً عند قوله : « الحمد لله ربّ العالمين » أوّلاً ، ويدلّ على استحباب التحميد في هذا المقام للإمام والمنفرد أيضاً ، ولعله خص بعد ذلك بالمأموم.
قوله عليهالسلام : « قطعت » لعلّه لمّا كانت سورة الفاتحة بالوحي ، وانقطع الوحي بتمامها ، وحمد الله من قبل نفسه ، قال الله تعالى لما قطعت القراءة بالحمد فاستأنف البسملة ، فالمراد بالذكر القرآن.
قوله عليهالسلام : « نسبة ربّك » في العلل « فقال له اقرأ قل هو الله أحد كما أنزلت ، فإنها نسبتي ونعتي » فيدلّ على تغيير في سورة التوحيد.
قوله تعالى : « فإنها نسبتك » أي : مبينة شرفك وكرامتك ، وكرامة أهل بيتك ، أو مشتملة على نسبتك ، ونسبتهم إلى الناس ، وجهة احتياج الناس إليك وإليهم ، فإن نزول الملائكة والروح بجميع الأمور التي يحتاج الناس