تُصاغ ليُتوصَّل بها إلى وصف المعارِف بالجمل ، فتكون ناقصة لا يظهر فيها إعراب كما لا يظهر في الذي ، ولا يثنى ولا يجمع فتقول : أَتاني ذُو قالَ ذاكَ وذُو قالا ذاك وذُو قالوا ذاك ، وقالوا : لا أَفعل ذاكَ بذِي تَسْلَمُ وبذي تَسْلَمانِ وبذِي تَسْلَمُون وبذِي تَسْلَمِين ، وهو كالمثَل أُضِيفت فيه ذُو إلى الجملة كما أُضِيفت إليها أَسماء الزمان ، والمعنى لا وسَلامَتِك ولا والله يُسَلِّمُك. ويقال : جاء من ذِي نفسه ومن ذات نفسه أَي طَيِّعاً. وأَمَّا ذو الذي بمعنى صاحب فلا يكون إلا مضافاً ، وإنْ وَصَفْتَ به نَكِرةً أَضَفْته إلى نكرة ، وإن وصفت به معرفة أَضفته إلى الأَلف واللام ، ولا يجوز أَن تُضيفَه إلى مضمر ولا إلى زيد وما أَشبهه. وإذا خَرَجَتْ ذُو عن أَن تكون وُصْلةً إلى الوَصْف بأسماء الأَجناس لم يمتنع أَن تدخل على الأَعلام والمُضْمرات كقولهم ذُو الخَلَصَةِ ، والخَلَصَةُ : اسم عَلَمٍ لصَنَمٍ ، وذُو كنايةٌ عن بيته ، ومثله قولهم ذُو رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنَ ، وهذه كلها أَعلام. وتقول : مررت برجل ذِي مالٍ ، وبامرأَة ذاتِ مالٍ ، وبرجلين ذَوَيْ مالٍ ، بفتح الواو. وفي التنزيل العزيز : (وَأَشْهِدُوا) ذَوَيْ (عَدْلٍ مِنْكُمْ) ؛ وبرجال ذَوِي مال ، بالكسر ، وبنسوة ذواتِ مال ، ويا ذواتِ الجِمام ، فتُكْسَرُ التاء في الجمع في موضع النصب كما تُكْسَرُ تاء المسلمات ، وتقول : رأَيت ذوات مال لأَن أَصلها هاء ، لأَنك إذا وقفت عليها في الواحد قلت ذاهْ ، بالهاء ، ولكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء ، وأَصل ذُو ذَوًى يدل على ذلك قولهم هاتانِ ذواتا مالٍ ، قال عز وجل : ذَواتا (أَفْنانٍ) ، في التثنية. ونرى أَن الأَلف منقلبة من واو وأَما ذُو ، التي في لغة طَيِء بمعنى الذي ، فحقها أَن تُوصَف بها المعارِف ، تقول : أَنا ذُو عَرَفْت وذُو سَمِعْت ، وهذه امرأَة ذُو قالَتْ ؛ كذا يستوي فيه التثنية والجمع والتأْنيثُ.
باب ذوا وذوي مضافين إلى الأفعال : [يقال] : بالفضل ذُو فَضَّلَكم اللهُ به والكرامة ذاتُ أَكْرَمَكمُ الله بها ، فيجعلون مكان الذي ذُو ، ومكان التي ذاتُ ويرفعون التاء على كل حال ، ويخلطون في الاثنين والجمع ، وربما قالوا هذا ذُو يَعْرِفُ ، وفي التثنية هاتان ذَوا يَعْرِفُ ، وهذان ذَوا تعرف. ومنهم من يثني ويجمع ويؤنث فيقول هذانِ ذَوا قالا ، وهؤلاء ذَوو قالوا ذلك ، وهذه ذاتُ قالت. والعرب تقول لا بذِي تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا ، وللاثنين لا بذي تَسْلَمان ، وللجماعة لا بذي تَسْلَمُون ، وللمؤَنث لا بذي تَسْلَمين ، وللجماعة لا بذِي تَسْلَمْنَ ، والتأْويل لا والله يُسَلِّمُكَ ما كان كذا وكذا ، لا وسَلامَتِك ما كان كذا وكذا. ومما يضاف إلى الفعل ذُو في قولك افْعَلْ كذا بذي تَسْلَم ، وافْعلاه بذي تَسْلَمانِ ؛ معناه بالذي يُسَلِّمك. وتقول العرب واللهِ ما أَحسَنْتَ بذي تَسْلم ؛ معناه واللهِ الذي يُسَلِّمك من المَرْهُوب ، ولا يقول أَحد بالذي تسلم. ومثل للعرب : أَتى عليه ذُو أَتى على الناس أَي الذي أَتى ؛ وهي لغة طيِء ، وذُو بمعنى الذي.
ذأب : الذِّئْبُ : كَلْبُ البَرِّ ، والجمعُ ذِئابٌ وذُؤْبَانٌ ؛ والأُنْثَى ذِئْبَةٌ ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ ، وأَصله الهَمْز. وأَرْضٌ مَذْأَبةٌ : كثِيرة الذِّئابِ. وذُئِبَ الرَّجُلُ إذا أَصَابَهُ الذِّئْبُ. ورجلٌ مَذْؤُوبٌ : وقَع الذِّئْبُ في غَنَمِه. وذُؤْبانُ العرب : لُصُوصُهم وصَعالِيكُهُم الذين يَتَلَصَّصون ويَتَصَعْلَكُونَ. وذِئابُ الغَضَى : بنو كعب بن مالك بن حنظلة ، سُمُّوا بذلك لخُبْثِهِم. وذَؤُبَ الرجلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً ، وذَئِبَ وتَذَأَّبَ : خَبُثَ ، وصار كالذِّئْبِ خُبُثاً ودَهاءً. واسْتَذْأَبَ النَّقْدُ : صارَ كالذِّئْب ؛ يُضْرَبُ مثلاً