وهي مع ذلك مرتبة منظمة صادرة عن عقلية موهوبة مهذبة مثقفة.
فضلا عن دقتها وعمقها ووضوحها وجلالها وتأثيرها ؛ وكان الإمام ينهل هذه الحكمة من القرآن الشريف والحديث النبوي الخالد.
وسمو الروح ، وعظمة الإيمان ؛ وقوة العقيدة وجلال الغاية كل هذه خصائص ظاهرة لمعاني الخطابة عند الإِمام ؛ وخطبه كلها مرتبطة الأجزاء سليمة المنطق ؛ مرتبة مهذبة واضحة ولاغرو فقد كان عصر الإِمام هو عصر الخطابة والبلاغة وقد امتاز هذا العصر بكثرة الخطباء البلغاء كثرة رائعة عجيبة.
وفي صدر الخطباء الخطيب الأول والإمام الأكبر والزعيم الروحي الأعظم محمد صلوات الله عليه ، ومن الخطباء ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وخالد وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير ، وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، ومعاوية ؛ وسواهم من أعلام الخطباء والبلغاء ، رضوان الله عليهم أجمعين ومن الخطباء المشهورين ، عطارد بن حاجب بن زرارة وكان الخطيب عند النبي صلّى الله عليه وسلّم كما يقول الجاحظ (١).
__________________
(١) ٢١٤ ح ١ البيان والتبيين.