ـ ٢٣٨ ـ
وروي أنه لما أراد الهجرة إلى المدينة قال له العباس إن محمداً ما خرج إلا خفية وقد طلبته قريش أشد طلب وأنت تخرج جهاراً في أثاث وهوادج ومال ورجال ونساء تقطع بهم السباسب والشعاب بين قبائل قريش ما أدري لك ذلك وأرى لك أن تمضي في خفارة خزاعة فقال علي من بحر الكامل :
إنَّ المنيَّة شربةٌ مورودةٌ |
|
لا تجزعنَّ وشُدَّ للترحيلِ |
إنَّ ابن آمنةَ النبيَّ محمداً |
|
رجلٌ صدوقٌ قال عن جبريلِ |
ارخِ الزمانَ ولا تخفْ من عائقٍ |
|
فالله يرديهمْ عن التنكيلِ |
إني بربِّي واثقٌ وبأحمدٍ |
|
وسبيلُه متلاحقٌ بسبيلي |
ـ ٢٣٩ ـ
ولما قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حيي بن أخطب قال لمن جاء به ما كان يقول حيي وهو يقاد الى الموت ؟ قالوا كان يقول من بحر الطويل :
لعمركَ ما لامَ ابن أخطبَ نفسَهُ |
|
ولكنَّه من يخذلِ الله يُخذلِ |
جاهد حتى بلغ النفس جهدها |
|
وحاول يبغي العز كل مقلقل |
فقال أمير المؤمنين رضياللهعنه من بحر الطويل :
لقد كان ذا جِدٍّ وجدِّ بكفرهِ |
|
فقد اليناء في مجامع يَعْتَلِ |
فقلدته بالسيف ضربةَ محْفَظ |
|
فسار الى قعر الجحيمِ يكبل |
فداكَ مآبُ الكافرين ومن يُطعْ |
|
لأمرِ إله الخلقِ في الخُلْدِ ينزل |