ـ ٣٢٤ ـ
وخرج يوم النهروان رجل من الخوارج فحمل على الناس وهو يقول من الرجز :
أضْربكمْ ولو أرى أبا الحسنْ |
|
ألبستُهُ بصارمي ثوب الغبَنْ |
فخرج الإمام وهو يقول من الرجز أيضا :
يا أيهذا المبتغي أبا الحسنْ |
|
إليك فانظر أيُّنا يلقى الغبن |
وحمل عليه علي وشكه بالرمح وتركه فيه وانصرف وهو يقول : اتاك أبو الحسن فرأيت ما تكره
ـ ٣٢٥ ـ
وينسب اليه من بحر الوافر :
إلهي لا تعذبني فاني |
|
مقر بالذي قد كان مني |
فما لي حيلة إِلا رجائي |
|
بعفوك إنْ عفوت وحسن ظني |
فكم من زلة لي في الخطايا |
|
عضضت أناملي وقرعت سني |
يظنُّ الناس بي خيراً واني |
|
لشرُ الخلق إن لم تعف عني |
وبين يدي محتبس طويل |
|
كأني قد دعيت له كأني |
أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً |
|
وأفني العمر منها بالتمني |
فلو أني صدقت الزهد فيها |
|
قلبت لها ظهر المجن |