ـ ٣٣٨ ـ
ندب علي أصحابه في بعض أيام صفين فتبعه منهم ما بين عشرة آلاف الى اثني عشر الفاً وهو أمامهم على بغلة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يبق لأهل الشام صف إلا وانتقض حتى أفضوا إلى مضرب معاوية وعلي يضربهم بسيفه ويقول من بحر الرجز :
أضربهم ولا أرى معاوية |
|
الأَبرح العين العظيم الحاوية |
هوت به في النار أم هاوية |
|
جاوره فيها كلابٌ عاوية |
ـ ٣٣٩ ـ
وروي أن معاوية برز في بعض أيام صفين وكر على ميسرة علي وكان علي فيها يعبئ الناس فغير علي لامته وجواده وصمد له معاوية فلما تدانيا انتبه له معاوية فغمز برجليه على جواده وعلي وراءه حتى فاته ودخل في مصاف أهل الشام فأصاب علي رجلا من مصافهم دونه ثم رجع وهو يقول من الرجز :
يا لهف نفسي فاتني معاويه |
|
فوق طمر كالعقاب الضاريه |
ـ ٣٤٠ ـ
وينسب اليه من بحر الكامل :
كن للمكاره بالعزاء مقطعاً |
|
فلعل يوماً لا ترى ما تكرهُ |
فلربما استتر الفتى فتنافست |
|
فيه العيون وانه لمموَّهُ |
ولربما اختزن الكريم لسانه |
|
حذر الجواب وانه لمفوّهُ |
ولربما ابتسم الوقور من الأذى |
|
وفؤاده من حرِّه يتأوّهُ |