ـ ٣٤٨ ـ
وقال رضياللهعنه يرثي النبي صلّى الله عليه وسلّم من بحر الطويل :
ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني |
|
وأرّقني لم استهلَّ مُناديا |
فقلت له لما رأَيت الذي أَتى |
|
أَغير رسول الله أَصبحت ناعيا |
فحقق ما أشفيت منه ولم يبل |
|
وكان خليلي عدتي وجماليا |
فوالله لا أَنساك أَحمد ما مشت |
|
بي العيس في أَرض وجاوزت واديا |
وكنت متى أهبط من الأرض تلعة |
|
أَجد أَثراً منه جديداً وعافيا |
جواد تشظى الخيل عنه كأنما |
|
يرين به ليثاً عليهنَّ ضاريا |
من الأسد قد أَحمى العرين مهابة |
|
تفادى سباع الارض منه تفاديا |
شديدُ جريء النفس نهد مصدر |
|
هو الموت مغدوّ عليه وغاديا |
أتتك رسول الله خيلٌ مغيرة |
|
تثير غباراً كالضبابة كابيا |
إليك رسول الله صف مقدم |
|
اذا كان ضرب الهام نفقاً تفانيا |
ـ ٣٤٩ ـ
وقال الإمام من بحر الوافر :
إذا أَظمأتكَ أَكُفُّ الرجال |
|
كفتك القناعةُ شبعاً وريا |
فكن رجلاً رجلهُ في الثرى |
|
وهامةُ همتَّهِ في الثريا |
أبياً لنائل ذي ثروة |
|
تراه لما في يديه أَبيا |
فانَّ إِراقة ماء الحياة |
|
دون إراقة ماء المحيا |