ـ ٢ ـ
وللإِمام علي كتاب نهج البلاغة وهو كتاب رائع مشهور وسفر جليل ، وأثر أدبي خالد ، بعد كلام الله وكلام رسوله.
جمع فيه الشريف الرضي م ٤٠٦ ه كل ما ينسب للإمام علي من خطب ووصايا ونصائح وحكم وأمثال وموعظ وآراء ومحاورات ورسائل وعهود ، وقيل إن الذي قام بجمعه هو الشريف المرتضى م ٤٣٦ ه.
والشيعة على أن الكتاب بجملته وتفصيله لأمير المؤمنين علي ، وذهب بعض الباحثين إلى انه منحول مفترى عليه.
أما حجج الذين ينفون نسبته عن علي فأهمها :
١ ـ أن في الكتاب أقوالا شديده اللهجه في حق بعض الصحابة كما في الخطبة الشقشقية ولكن بعض الباحثين يؤيدون نسبة هذه الخطبة إليه.
٢ ـ ما في الكتاب من أفكار عميقة واصطلاحات صوفية متأخرة.
واصطلاحات كلامية أيضا لم توجد فيه عصره.
٣ ـ ما في بعض رسائل الكتاب من طول كثير مما يدع للشك مجالا في صحة نسبتها إلى الإمام علي كما في عهد علي إلى الأشتر النخعي.
٤ ـ خلو الكتاب المؤلفة قبل الشريف الرضي من كثير مما في نهج البلاغة وقد ذهب كثير من الباحثين إلى نسبة الكتاب لعلي.
ولكن مما لا ريب أن بعضا مما في الكتاب منتحل مدخول ، لا تصح نسبته إلى الإمام ، هذا وقد تثقف بثقافة نهج البلاغة كثير من عاشقي الأدب ودارسيه في القديم والحديث. ولم يزل إلى اليوم من أهم كتب الأدب والثقافة الدينية والعربية.
والكتاب عالي الأسلوب فخم العبارة ، مصقول البيان ! لطيف الروح ، ينحدر إلى النفس بسهوله.