فإن تولوا وأعرضوا ، وخالفوا أمره ، ولم يجيبوا دعوته غرورا منهم ، بادّعاء أنهم أبناء الله وأحباؤه ، أي محبون لله ، فإنّ الله يجازي الكافرين ولا يرضى فعلهم ولا يغفر لهم ويغضب عليهم ؛ لأنهم اتّبعوا أهواءهم ، ولم يهتدوا إلى الدّين الحنيف. وهذا دليل على أنّ مخالفة النّبيصلىاللهعليهوسلم في الطريقة والمنهج كفر ، والله لا يحبّ من اتّصف بذلك ، وإن ادّعى وزعم في نفسه أنه محبّ لله ويتقرّب إليه.
فقه الحياة أو الأحكام :
إن محبّة الله والرّسول تتجلّى في اتّباع الإسلام وإطاعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم والعمل بشريعته ، واتّباع أوامره واجتناب نواهيه.
ومحبة الرّسول صلىاللهعليهوسلم لا لذاته وإنما لكونه رسولا مرسلا من عند الله إلى جميع الثقلين : الجنّ والإنس.
فاتّباع شرع النّبي محمد صلىاللهعليهوسلم هو دليل الحبّ الصادق ، كما قال الورّاق :
تعصي الإله وأنت تظهر حبّه |
|
هذا لعمري في القياس بديع |
لو كان حبّك صادقا لأطعته |
|
إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع |
وقال سهل بن عبد الله : علامة حبّ الله : حبّ القرآن ، وعلامة حبّ القرآن : حبّ النّبي صلىاللهعليهوسلم ، وعلامة حبّ النّبي صلىاللهعليهوسلم : حبّ السّنّة ، وعلامة حبّ الله وحبّ القرآن وحبّ النّبي وحبّ السّنّة : حبّ الآخرة ، وعلامة حبّ الآخرة : أن يحبّ نفسه ، وعلامة حبّ نفسه : أن يبغض الدّنيا ، وعلامة بغض الدّنيا : ألا يأخذ منها إلا الزّاد والبلغة.
وروى مسلم في صحيحة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله إذا أحبّ عبدا دعا جبريل فقال : إني أحبّ فلانا فأحبّه ، قال : فيحبّه جبريل ، ثم ينادي في السماء ، فيقول : إن الله يحبّ فلانا فأحبّوه ، قال : فيحبّه أهل السماء ، وإذا