ياشم ، ابن ميشا بن حزقيا بن إبراهيم ، وينتهي نسبه إلى سليمان بن داود عليهماالسلام. فعيسى عليهالسلام من ذرية إبراهيم.
اختار الله هؤلاء وجعلهم صفوة الخلق وجعل النبوة والرسالة فيهم. فهم ذرية واحدة وسلالة واحدة ، ويشبه بعضها بعضا في الفضل والمزية والتناصر في الدين ، فآل إبراهيم وهم إسماعيل وإسحاق وأولادهما من نسل إبراهيم ، وإبراهيم من نسل نوح ، ونوح من آدم. وآل عمران : وهم موسى وهرون وعيسى وأمه من ذرية إبراهيم ونوح وآدم. واصطفاؤهم على جميع الخلق كلهم ، فهم صفوة الخلق ، فأما محمد صلىاللهعليهوسلم فقد جازت مرتبته الاصطفاء ؛ لأنه حبيب ورحمة ، قال الله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) فالرسل خلقوا للرحمة ، ومحمد صلىاللهعليهوسلم خلق بنفسه رحمة ، فلذلك صار أمانا للخلق ، وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الحاكم وابن عساكر عن أبي هريرة : «إنما أنا رحمة مهداة» يخبر أنه بنفسه رحمة للخلق من الله ، وقوله «مهداة» أي هدية من الله للخلق.
هذه الذرية هم المذكورون بمناسبة الكلام عن إبراهيم : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا ..) [الأنعام ٦ / ٨٤ ـ ٨٧].
وخص هؤلاء بالذكر من بين الأنبياء ؛ لأن جميع الأنبياء والرسل من نسلهم.
والله سميع لأقوال العباد ، عليم بنياتهم وضمائرهم.
واذكر وقت أن قالت امرأة عمران (وهي أم مريم واسمها حنّة بنت فاقود) وكانت عاقرا لم تلد ، واشتاقت للولد ، فدعت الله تعالى أن يهبها ولدا ، فاستجاب الله دعاءها ، فلما تحققت الحمل قالت : رب إني نذرت لك ما في بطني خالصا لوجهك الكريم ، متفرغا للعبادة وخدمة بيت المقدس وكان ذلك جائزا في شريعتهم ، وكان على الولد الطاعة. ودعت الله أن يتقبل منها هذا النذر ، وهو