يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣) ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤))
الإعراب :
(أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) مبتدأ وخبر ، والجملة منصوبة بفعل مقدر ، تقديره : ينظرون أيهم يكفل مريم.
البلاغة :
(وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ) المراد جبريل ، على سبيل المجاز المرسل من إطلاق الكل ، وإرادة البعض.
(اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ) تكرار لفظ (اصْطَفاكِ) ولفظ (مَرْيَمَ) من باب الإطناب.
المفردات اللغوية :
(إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ) أي جبريل (يا مَرْيَمُ) مريم في لغتهم : العابدة ، وسميت بذلك تفاؤلا لها بالخير. (اصْطَفاكِ) اختارك. (وَطَهَّرَكِ) من الحيض والنفاس ، ومن مسيس الرجال ، ومن سفساك الأخلاق. (وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) أي أهل زمانك. والاصطفاء الأول: قبولها محررة لخدمة بيت المقدس ، وكان ذلك خاصا بالرجال. والاصطفاء الثاني : الاختصاص بولادة نبي من غير أن يمسها رجل ، وذلك بمعنى أنها مهيأة ومعدة له ، وفيه شهادة ببراءتها مما قذفها به اليهود.
(اقْنُتِي) أطيعي ، والقنوت : الطاعة مع الخضوع. (وَاسْجُدِي) تذللي. (وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) صلي مع المصلين ، والمراد من السجود والركوع لازمه وهو التواضع والخشوع في العبادة.
(نُوحِيهِ) الوحي : تعريف الموحى إليه بأمر خفي ، وقد جاء الوحي في القرآن لمعان : لكلام جبريل للأنبياء كما هنا ، ومثل : (نُوحِي إِلَيْهِمْ) ، وللإلهام مثل : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) [القصص ٢٨ / ٧] ولإلقاء المعنى المراد مثل : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) [الزلزلة ٩٩ / ٥] وللإشارة مثل : (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) [مريم ١٩ / ١١].
(أَنْباءِ الْغَيْبِ) أخبار ما غاب عنك. (أَقْلامَهُمْ) قداحهم المبرية التي يقترعون بها ،