ويوجد جناس اشتقاق بين لفظ (فَاشْهَدُوا) و (الشَّاهِدِينَ).
ويوجد طباق بين (طَوْعاً) و (كَرْهاً).
المفردات اللغوية :
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ) اذكر حين قبل الله (مِيثاقَ) الميثاق : العهد المؤكد الموثّق : وهو أن يلتزم المعاهد شيئا ويؤكد ذلك بيمين أو بمؤكدات أخرى من ألفاظ العهود. (أَأَقْرَرْتُمْ) أقرّ بالشيء : أخبر بما يلزمه أو بما يدل على ثبوته ، مأخوذ من : قرّ الشيء : إذا ثبت في مكانه. (وَأَخَذْتُمْ) قبلتم. (إِصْرِي) عهدي ، الإصر : العهد المؤكد الذي يحمل صاحبه على الوفاء بما التزمه.
(تَوَلَّى) أعرض. (بَعْدَ ذلِكَ) الميثاق. (الْفاسِقُونَ) الخارجون عن الطاعة وحدود الله.
(أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ) الهمزة للإنكار أي : أيتولون غير دين الله؟ وقدم المفعول الذي هو (فَغَيْرَ دِينِ اللهِ) على فعله ؛ لأنه أهم من حيث إن الإنكار متجه إلى المعبود بالباطل. (وَلَهُ أَسْلَمَ) انقاد. (طَوْعاً) اختيارا بلا إباء. (وَكَرْهاً) بالسيف بمعاينة ما يلجئ إليه.
المناسبة :
الآيات السابقة من أول السورة إلى هنا ، وعلى التخصيص المتضمنة خيانة أهل الكتاب بتحريفهم كلام الله ، وتغييرهم أوصاف رسول الله صلىاللهعليهوسلم الموجودة في كتبهم ، قصد بها حملهم على الإيمان برسالة النبي محمد صلىاللهعليهوسلم وإثبات نبوته ، وتؤكد هذه الآية القصد المذكور من طريق إقامة الحجة عليهم : وهو أن الله تعالى أخذ الميثاق على جميع الأنبياء من لدن آدم إلى عيسى عليهمالسلام أن يؤمن كل واحد بمن يأتي بعده ، ويصدق برسالته ، وينصره في مهمته ، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع المبعوث بعده ونصرته.
فإذا كان هذا هو ميثاق الأنبياء ، فالواجب على أتباعهم الإيمان بكل المرسلين والتصديق بما معهم ؛ لأن رسالتهم واحدة ، وهي رسالة الإسلام بالمعنى العام وبالمعنى الخاص الذي هو رسالة محمد صلىاللهعليهوسلم : وهو الخضوع والانقياد لأوامر الله ،