المفردات اللغوية :
(وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا) يعني القرآن. (وَالْأَسْباطِ) الأحفاد وهم أولاد يعقوب الاثنا عشر وأبناؤهم ، وخصهم بالذكر ؛ لأن أهل الكتاب يقرّون بنبوتهم. (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) بالتصديق والتكذيب. (مُسْلِمُونَ) موحدون مخلصون له عبادتنا ، ومستسلمون مطيعون له.
(غَيْرَ الْإِسْلامِ) يعني التوحيد وإسلام الوجه لله تعالى ، ويمكن أن يراد به شريعة نبيناصلىاللهعليهوسلم. (مِنَ الْخاسِرِينَ) أريد به تضييع رصيد الفطرة وهو الانقياد لله وطاعته.
سبب النزول ، نزول الآية (٨٥):
قال مجاهد والسدّي : نزلت هذه الآية في الحارث بن سويد أخو الحلاس بن سويد ، وكان من الأنصار ، ارتد عن الإسلام هو واثنا عشر معه ، ولحقوا بمكة كفارا ، فنزلت هذه الآية ، ثم أرسل إلى أخيه يطلب التوبة. قال ابن عباس : وأسلم بعد نزول الآيات.
المناسبة :
ذكر فيما سبق ميثاق النبيين أن يؤمنوا بمحمد صلىاللهعليهوسلم وينصروه ، وهنا أمر لمحمد وأمته أن يؤمنوا بجميع الأنبياء المتقدمين وبكتبهم وبالإسلام الذي هو دين الأنبياء قاطبة.
التفسير والبيان :
قل يا محمد : آمنت وأمتي بوجود الله ووحدانيته وسلطانه. فهذا أمر لرسول اللهصلىاللهعليهوسلم بأن يخبر عن نفسه وعن أمته بالإيمان ، فلذلك وحّد الضمير في (قُلْ) وجمع في (آمَنَّا) ، ويجوز أن يؤمر بأن يتكلم عن نفسه كما يتكلم الملوك إجلالا من الله لقدر نبيه ، كما ذكر الزمخشري.
وآمنا بما أنزل علينا وهو القرآن ، وصدقنا بما أنزل الله من وحي على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وذريته الأسباط ، فجوهر المنزّل واحد ، كما قال