قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير المنير [ ج ٣ ]

289/299
*

على المشركين ، فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك ، وأنكروه ، وكفروا به بعد إيمان سابق.

وأرى أنه لا مانع من تعدد أسباب النزول ، وإن كانت القرائن ترجح أن الآية نزلت في أهل الكتاب ـ ومثلهم المشركون ـ ؛ لأن الآيات السابقة تدور حول محاورتهم ومناقشتهم واستئصال جذور الشرك من نفوسهم.

وهذا ما رجحه أيضا ابن جرير الطبري ، وأيده في (تفسير المنار).

مجمل بيان الآيات : هذه الآيات جعلت الكفار أصنافا ثلاثة :

١ ـ الذين تابوا توبة صادقة ، وهم الذين أشارت إليهم الآية : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا).

٢ ـ الذين تابوا توبة غير صحيحة ، وهم المذكورون في قوله : (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ).

٣ ـ الذين لم يتوبوا أصلا وماتوا على الكفر ، وهم الموصوفون بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ).

التفسير والبيان :

كيف يهدي الله قوما كاليهود والنصارى الذين كفروا بعد إيمانهم وشهادتهم أن الرسول حق ، وأرشدتهم الآيات الواضحات من القرآن والكتب السابقة وسائر المعجزات الدالة على صدق نبوته وصحة رسالته؟!

هذا استبعاد لهداية هؤلاء وتيئيس للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم ، كما قال البيضاوي. فمن سنن الله تعالى في هداية البشر إلى الحق أن يقيم لهم الدلائل والبينات ، مع إزالة الموانع من النظر فيها على النحو المؤدي إلى المطلوب ، وقد مكنهم الله من هذا كله ، وآمنوا به ثم كفروا.