وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٨٠) وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٨١))
الإعراب ::
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ) الذين وصلته : مبتدأ ، ولا يقومون : خبره. (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ) مبتدأ وخبره (بِأَنَّهُمْ). (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ) إنما ذكّر : جاء ، لثلاثة أوجه: الأول ـ حملا على المعنى ؛ لأن موعظة بمعنى «وعظ». الثاني ـ لأن تأنيث موعظة مجازي ليس بحقيقي. الثالث ـ لوجود الفصل بالهاء.
(وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ) كان هاهنا تامة بمعنى حدث ووقع ، ولا خبر لها ، كقول الشاع : «إذا كان الشتاء فأدفئوني» أي حدث ووقع ، وذو عسرة : عام في حقّ كل أحد. (فَنَظِرَةٌ) خبر مبتدأ محذوف وتقديره : فشأنه أو حاله فنظرة.
(وَأَنْ تَصَدَّقُوا) مبتدأ ، وخبره (لَكُمْ). (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ) يوما : منصوب ؛ لأنه مفعول (اتَّقُوا) ، وترجعون : جملة فعلية في موضع نصب ؛ لأنه صفة يوم. ورجع : يكون لازما ومتعديا ، يقال : رجع زيد ورجعته ، كما يقال : زاد الشيء وزدته ، ونقص ونقصته.
البلاغة :
(إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) الأصل أن يقال : الرّبا مثل البيع ، ولكنهم قلبوا التّشبيه ، فجعلوا المشبّه مكان المشبّه به ، على سبيل «التشبيه المقلوب».
ويوجد طباق بين لفظ (أَحَلَ) و (حَرَّمَ) ، وبين (يَمْحَقُ) و (يُرْبِي).
(كَفَّارٍ أَثِيمٍ) كلاهما من صيغ المبالغة ، أي عظيم الكفر شديد الإثم.
(فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ) تنكير «حرب» للتهويل أي بنوع شديد من الحرب.
(لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) فيه ما يسمى «الجناس الناقص» لاختلاف شكل الحروف.
المفردات اللغوية :
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا) أي يأخذون ، عبّر بالأكل عن الأخذ أو الانتفاع بالرّبا ؛ لأنه الغرض الأساسى منه ، أي أن أغلب حالات الانتفاع هو الأكل. ويشمل ذلك الآخذ والمعطي ،