مضاعفة. ومن مظاهر النّماء المعنوية في الصدقة : أنّ المتصدّق محبوب عند الله وعند الناس ، فلا حسد ولا بغض ولا سرقة ولا إيذاء ، ومن مظاهر المحق الأدبية في الرّبا : أنّ المرابي مبغوض مكروه عند الله وعند الناس ، الكلّ حاسد له وشامت إن ألمّ به أمر مكروه ، والكلّ ينتظر له المصير المشؤوم ، وهذا أمر ملحوظ في واقع المرابين ، فسرعان ما يبدّدون المال ، وعاقبتهم تكون في صحّتهم وثروتهم سيئة للغاية ، فهم إن بدا عليهم الغنى وقتا ما ، فإن الفقر في النهاية هو المحدق بهم غالبا. أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيّب ، ولا يقبل الله تعالى إلا طيّبا ، فإن الله تعالى يقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل».
هذا في نماء الصدقة ، وأمّا الرّبا فقد عبّرت الآية بالإضافة إلى محقه ، بأن الله يعاقب صاحبه ويبغضه ، ولا يرضى عن كل من يصرّ على ارتكاب المحرّمات ويحلّها ، ويبغض كل كفّار أي متماد مبالغ في كفر ما أنعم الله عليه ، فلا ينفق منه في سبيله ، ويبغض كل أثيم أي منهمك في ارتكاب الآثام أو المعاصي ، فيستغل حاجة المعسرين ، ففيه تغليظ أمر الرّبا وإيذان بأنه من فعل الكفار ، لا من فعل أهل الإسلام.
ثم قارن الله ـ كما هو شأن القرآن ـ فعل الكفار الآثمين بفعل المؤمنين الصالحين ، ليظهر الفرق واضحا بين الفريقين ، فيكون ذلك أدعى إلى امتناع الجاحد وامتثال المؤمن الصادق. فقال : إن الذين صدقوا بالله ورسوله وبما جاءهم من الأوامر والنواهي ، وعملوا الصالحات التي تصلح بها نفوسهم كمواساة المحتاجين ، وإنظار المعسرين ، وأقاموا الصلاة التي تذكّر المؤمن بربّه وتقرّبه إليه ، وأتوا الزكاة المفروضة التي تساهم في تخفيف الفقر ومحبة الناس لبعضهم ، لهم