٢ ـ والربا هو مجرد كسب من غير عوض ، والشرع يحرم أخذ المال ظلما بغير حق شرعي ، ويمنع استغلال القوي الضعيف.
٣ ـ إنه يؤدي إلى زرع الأحقاد والحسد في قلوب الفئة الفقيرة على الأغنياء ، ويولد العداوة والبغضاء ، ويثير المشاحنات والخصومات بين الناس ، إذ هو يقضي على عاطفة التراحم والتعاون ، ويجعل الإنسان عبدا للمال ، وكأنه ذئب ينقض على ما في جيوب الناس بأسلوب هادئ ماكر خبيث دون إثارة أو معرفة الغريم.
٤ ـ إنه يقضي على وشائج الصلة بين الناس ، ويقطع المعروف بينهم بالقرض الحسن ، ويسلب مال الفقير أو المحتاج وهو في أشد حالات الحاجة والعوز ، لتسيير شؤون عمله وحياته.
٥ ـ إن عاقبته العامة تدمير القيم الإنسانية وتوليد الصراع بين الأفراد ، والتحكم في الاقتصاد العام للأمة ، وعاقبته الخاصة الوقوع في الخراب والفقر والحرمان في نهاية الأمر ، إذ يمحق الله الربا ، ويربي الصدقات ، كما بينا. والخراب يشمل المرابي ، كما يشمل دافع الربا ، فكثير ما أدى اقتراض المزارعين من المصارف الزراعية إلى بيع أراضيهم لتسديد القروض المصرفية وفوائدها ، لأن الزراعة كثيرة النفقات ، معرضة للآفات الزراعية ، والقحط والجدب.
وكذلك أصحاب المعامل وتجار المحلات إذا اقترضوا من المصارف لا يتمكنون غالبا من سداد الديون ، ويصبحون عاجزين عنها وبخاصة في السنوات الأولى من العمل والإنتاج ، فكيف يسددون أصل الدين مع ما يضم إليه من فوائد؟! والفوائد المصرفية تتضاعف مع مرور السنوات ، فتصبح الفوائد تكاد تعادل أصل القرض.
ولا فرق في تحريم الربا بين ما يسمى بالقروض الإنتاجية ، والقروض