أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله حزنه وهمه ، وأبدل مكانه فرجا» فقيل : يا رسول الله ، أفلا نتعلمها؟ فقال : «بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها».
وقد أورد ابن العربي مائة وستة وأربعين اسما من أسماء الله للتضرع والابتهال ، وذكر في موضع آخر زيادة ثلاثين اسما (١). فصار المجموع مائة وستة وسبعين ، مثل الطيّب والمعلّم والجميل : وهو الذي لا يشبهه شيء.
٣ ـ لله أسماء حسنة ، يجب على الإنسان أن يدعو الله بها ، وهذا يدل على أن أسماء الله توقيفية لا اصطلاحية ، كما تبين ، فيجوز أن يقال : يا جواد ، ولا يجوز أن يقال : يا سخي ، يا عاقل ، يا طبيب ، يا فقيه.
٤ ـ الاسم غير المسمى ؛ لأن أسماء الله كثيرة ، ولا شك أن الله واحد منها ، فلزم القطع بأن الاسم غير المسمى.
لذا قال جماعة من العلماء : المراد بهذه الأسماء التسميات ؛ لأنه سبحانه واحد ، والأسماء جمع. ذكر ابن عطية في تفسيره أن الأسماء في الآية بمعنى التسميات إجماعا من المتأولين لا يجوز غيره.
فمعنى قوله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أي التسميات الحسنى التي يدعى بها لا بغيرها. وقيل : ولله الصفات. والاسم هو المسمى ، أو صفة له تتعلق به ، وهو غير التسمية.
٥ ـ سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى ؛ لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ؛ فإنها تدل على توحيده وجوده ورحمته وإفضاله.
__________________
(١) أحكام القرآن : ٢ / ٧٩٨ ـ ٨٠٥