٦ ـ ليس للإنسان أن يدعو ربه إلا بتلك الأسماء الحسنى ، وهذه الدعوة تتطلب فهم معاني تلك الأسماء. وقد ذكر ابن العربي في أحكام القرآن (١) وغيره تلك المعاني ، فيطلب بكل اسم ما يليق به ، يقول : يا رحيم ارحمني ، يا حكيم احكم لي ، يا رزاق ارزقني ، يا هادي اهدني. وإن دعا باسم عام قال : يا مالك ارحمني ، يا عزيز احكم لي ، يا لطيف ارزقني ، وإن دعا بالاسم الأعظم قال : يا الله ، فهو متضمن لكل اسم ، قال ابن العربي : وهكذا ، رتّب دعاءك تكن من المخلصين.
٧ ـ يجب تنزيه الله تعالى عن الإلحاد في أسمائه ، وذلك على ثلاثة أوجه :
الأول ـ إطلاق أسماء الله المقدسة الطاهرة على غير الله ، كتسمية الكفار الأوثان آلهة ، وتسمية أصنام لهم باللات والعزى ومناة ، من الإله ، والعزيز ، والمنان. وكان مسيلمة الكذاب لقب نفسه بالرحمن.
والثاني ـ أن يسمى الله بما لا يجوز تسميته به ، مثل تسميته أبا للمسيح ، وقول النصارى : الأب ، والابن ، وروح القدس.
والثالث ـ أن يذكر العبد ربه بلفظ لا يعرف معناه ، ولا يتصور مسماه ، فإنه ربما كان مسماه أمرا غير لائق بجلال الله تعالى.
وقد ختمت الآية بقوله تعالى : (سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) وهو تهديد ووعيد لمن ألحد في أسماء الله تعالى.
قالت المعتزلة : الآية قد دلت على إثبات العمل للعبد ، وعلى أن الجزاء مفرع على عمله وفعله.
__________________
(١) المرجع والمكان السابق.