(وَإِخْوانُهُمْ) جمع الضمير في هذه الكلمة والشيطان مفرد ؛ لأن المراد به الجنس ، كقوله : (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ).
البلاغة :
(يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ) النزغ : إدخال الإبرة ونحوها في الجلد ، وفيه استعارة ؛ لأنه شبّه وسوسة الشيطان وإغراءه الناس على المعاصي بالنزغ.
المفردات اللغوية :
(الْعَفْوَ) اليسر من أخلاق الناس ، ولا تبحث عنها ، والمعنى : خذ ما عفا وتيسر من أخلاق الناس. (بِالْعُرْفِ) المعروف. (يَنْزَغَنَّكَ) يصيبنّك ، أو يصرفنّك ، والنزغ كالنّخس : إصابة الجسم بشيء محدد كالإبرة ونحوها ، والمراد منه هنا : وسوسة الشيطان. (فَاسْتَعِذْ) أي الجأ إليه وتذكره.
(مَسَّهُمْ طائِفٌ) أصابهم شيء ألم بهم ، أي وسوسة ما. (تَذَكَّرُوا) عقاب الله وثوابه. (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) الحق من غيره ، فيرجعون. (وَإِخْوانُهُمْ) أي الشياطين من الكفار. (يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ) يعاونهم الشياطين في الضلال. (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) لا يكفّون عن إغوائهم ، بالتّبصر كما تبصّر المتقون. والإقصار : التقصير.
المناسبة :
لما بيّن الله تعالى فيما سبق أن الله هو الذي يتولّى نبيّه والمؤمنين الصالحين بالحفظ والتّأييد ، وأن الأصنام وعابديها لا يقدرون على الإيذاء والإضرار ، بيّن في هذه الآية ما هو المنهج القويم والصراط المستقيم في معاملة الناس ، وهي آية تشمل أصول الفضائل ، فهي من أسس التشريع التي تلي أصول عقيدة التّوحيد المبيّنة بأتمّ بيان. ثم أعقب ذلك بوصية وقائية ، وهي اتّقاء وساوس الشياطين من الجنّ ، بعد الأمر بالإعراض عن الجاهلين السفهاء ، اتّقاء لشرّ الفريقين.