وبعد وفاة موسى قام بأمر بني إسرائيل يوشع بن نون من سبط يوسف ، بعد خروجهم من التيه ، أمرهم الله أن يدخلوا مدينة بفلسطين هي بيت المقدس أورشليم» أو أريحا ، وذلك بأن يدخلوا باب المدينة سجّدا ، أي خاشعين متذللين ، وأن يقولوا : حطة فخالفوا ودخلوا على هيئة غير التي أمروا بها ، فغضب الله عليهم وأنزل عليهم العذاب ، والقصة مذكورة في سورة البقرة (٥٨ ـ ٥٩) وسورة الأعراف (١٦١ ـ ١٦٢).
وأثنى الله على موسى وهارون في سورة مريم (٥١ ـ ٥٣) وسورة الصافات (١١٤ ـ ١٢٢) وسورة غافر (٥٣ ـ ٥٤).
ما يستفاد من قصة موسى عليهالسلام :
شريعة موسى في أصلها الموحى به كشريعة الإسلام في الجملة ، وأمته ذات تاريخ مليء بالاضطرابات والقلاقل والأحداث العنيفة ، وكانت ذات سلطة أحيانا ، وساهمت بشيء من المدنيّة. وكان لقصة موسى مع بني إسرائيل عبر وعظات هي :
١ ـ أنقذ الله موسى من القتل وهو طفل رضيع ، وألقته أمه في النيل ، ثم ردّه الله إليها لإرضاعه ، وتلك عصمة الله ورعايته له ورحمته بأمه.
٢ ـ تربّى موسى في قصور فرعون وكان مؤمنا ونبيا من أولي العزم ، وموسى السامري الذي ربّاه جبريل كافر شقي ابتدع عبادة العجل.
٣ ـ هجرة موسى أو خروجه من أرض مصر بنصيحة رجل من أقصى المدينة بالابتعاد عن مصر ، كانت خيرا كلها ، فإنه صاهر شعيبا عليهالسلام ، وأوحى الله إليه بالنبوة ، وكانت نصيحة الرجل له من تيسير الله له وفضله عليه ؛ لأنها كانت سببا في نجاته وبعثته. وهكذا فإن من توكل على الله صانه وحماه.