الإعراب :
(بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) ما : مصدرية ، والمعنى : بعهده عندك ، وهو النبوة ، والباء إما أن تتعلق بقوله : (ادْعُ لَنا) أي أسعفنا بالدعاء لنا بحق ما عندك من عهد الله وكرامته بالنبوة ، وإما أن يكون قسما جوابه : (لَنُؤْمِنَنَ) أي أقسمنا بعهد الله عندك لنؤمنن (لَئِنْ) اللام لام القسم.
(إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ) : هم بالغوه : جملة اسمية في موضع جر صفة (أَجَلٍ).
(إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) جواب (فَلَمَّا كَشَفْنا).
المفردات اللغوية :
(الرِّجْزُ) العذاب الشديد الذي يضطرب له الناس في شؤونهم. (بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) أي من كشف العذاب عنا إن آمنا ، والعهد : النبوة والرسالة ، وكشف العذاب من إكرام الله لنبيه.
(فَلَمَّا كَشَفْنا) بدعاء موسى العذاب عنهم لأجل مؤقت. (يَنْكُثُونَ) ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم. (الْيَمِ) البحر المالح. (بِأَنَّهُمْ) بسبب أنهم. (غافِلِينَ) متجاهلين لها لا يتدبرونها.
التفسير والبيان :
هذا هو الفصل التاسع من فصول قصة موسى مع فرعون ، وهو أنه لما نزلت آيات العذاب المتقدمة على فرعون وجماعته الكافرين ، اضطربوا وتضايقوا ، وطلبوا من موسى عليهالسلام أن يرفع الله عنهم العذاب ، وعاهدوه على الإيمان برسالته إن فعل ، فلما دعا موسى ربه ، فكشف عنهم ، نقضوا العهد ، كل مرة طلبوا فيها ذلك ، حتى استأصلهم الله بالإغراق في البحر.
والمعنى : ولما نزل العذاب الشديد بجماعة فرعون واضطربوا واشتد فزعهم ، طلبوا من موسى أن يدعو ربه بسبب ما عهد عنده من النبوة والرسالة والكرامة والمحبة أن يكشف عنهم ما نزل بهم ، وأقسموا له : (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا) ذلك العذاب لنصدقن برسالتك ، ونؤمننّ بما جئت به من عند ربك ، ولنرسلن معك بني إسرائيل إلى أرض الميعاد : فلسطين ، كما طلبت منا ، ليعبدوا ربهم كما شاؤوا.