٢ ـ إنه تعالى كلّم موسى عليهالسلام ، وكلام الله تعالى في قول أكثر أهل السنة والجماعة صفة أزلية قديمة ، مغايرة للحروف والأصوات ، فليس كلام الله حرفا ولا صوتا ، وقد سمع موسى عليهالسلام تلك الصفة الحقيقية الأزلية التي ليست بحرف ولا صوت ، وإلا كان كلامه محدثا.
٣ ـ قد سمع السبعون المختارون للميقات أيضا كلام الله تعالى ؛ لأن الغرض بإحضارهم أن يخبروا قوم موسى عليهالسلام عما يجري هناك ، وهذا المقصود لا يتم إلا عند سماع الكلام ، ثم إن حادثة التكليم معجزة لموسى ، فلا بد من اطلاع غيره عليها.
٤ ـ أنزل الله تعالى على موسى في هذه المكالمة الألواح وفيها التوراة المشتملة على أصول العقيدة والأخلاق والآداب والشريعة والأحكام المفصلة المبينة للحلال والحرام ، عن مقاتل : كتب في الألواح : «إني أنا الله الرحمن الرحيم ، لا تشركوا بي شيئا ، ولا تقطعوا السبيل ، ولا تحلفوا باسمي كاذبين ، فإن من حلف باسمي كاذبا ، فلا أزكيه ، ولا تقتلوا ، ولا تزنوا ، ولا تعقّوا الوالدين».
٥ ـ يجب تلقي الشريعة بحزم وجد وعزم على الطاعة وتنفيذ ما ورد فيها من الصلاح والإصلاح ومنع الفساد والإفساد ، وتكوين الأمة تكوينا جديدا. والأخذ بأحسن ما في التوراة وكل ما فيها حسن وهو الأخذ بالفرائض والنوافل ، دون المباح الذي لا حمد فيه ولا ثواب (١).
٦ ـ اعتز شعب إسرائيل حين أقام شريعته ، فلما غلب عليه الغرور ، وظن أنه شعب الله المختار ، وظلم وفسق ، سلط الله عليه البابليين ، فأزالوا ملكه ، ثم تاب فعاد إليه بعض ملكه ، ثم ظلم وأفسد ، فسلط عليه النصارى ، فهزموه وشتتوه.
__________________
(١) أحكام القرآن للجصاص : ٣ / ٣٥.