الله ، أخبرني عما يدخلني الجنة ، ويباعدني عن النار ، قال : لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسّره الله تعالى عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت ؛ ثم قال :
ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنّة ، والصدقة تطفئ الخطيئة ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم قرأ : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) ـ حتى بلغ ـ (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).
ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ فقلت : بلى ، يا رسول الله ، فقال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت : بلى ، يا نبي الله ، فأخذ بلسانه ، ثم قال : كفّ عليك هذا ، فقلت : يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال : ثكلتك أمّك يا معاذ ، وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم ـ أو قال على مناخرهم ـ إلا حصائد ألسنتهم».
المناسبة :
بعد بيان حال الكافرين في موقف الحساب يوم القيامة من ذلة وخزي وخجل ، وما يتعرضون له من عذاب شديد مخلّد ، أبان الله تعالى حال أهل الإيمان في الدنيا من طاعة ربهم وتعظيمه وحمده والتقرب إليه بالنوافل ، وما أعد لهم من نعيم وسرور ، جزاء على أعمالهم.
التفسير والبيان :
(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً ، وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ، وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) أي إنما يصدّق بآيات القرآن والآيات الكونية وبالرسل المرسلين