(٦٩) وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ وما يلزم المتقين الذين يجالسونهم مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ مما يحاسبون عليه من قبائح أعمالهم وأقوالهم وَلكِنْ ذِكْرى ولكن عليهم ذكرى أو عليهم أن يذكروهم ذكرى ويمنعوهم عن الخوض وغيره من القبائح ويظهروا كراهتها لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ يجتنبون ذلك حبّاً أو كراهةً لمساءتهم.
في المجمع عن الباقر عليه السلام : لمّا نزل فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قال المسلمون كيف نصنع ان كان كلّما استهزأ المشركون قمنا وتركناهم فلا ندخل إذاً المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام فأنزل الله وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ أمر بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا.
(٧٠) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً حيث سخروا به واستهزؤا منه وبنوا أمر دينهم على التشهّي أو جعلوا عيدهم الّذي جعل ميقات عبادتهم زمان لعب ولهو.
والمعنى اعرض عنهم ولا تبال بأفعالهم وأقوالهم وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فألهتهم عن العقبى وَذَكِّرْ بِهِ أي بالقرآن أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ مخافة أن تسلّم إلى الهلاك وترتهن بسوءِ عملها وأصل البَسْل المنع لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ يدفع عنها العذاب وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ وان تفد كل فداءِ والعدل الفدية لأنّها تعادل المفدي أريد به هاهنا الفداء لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا أي سلّموا إلى العذاب بسبب أعمالهم القبيحة وعقائدهم الزّايفة لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ تأكيد وتفصيل لذلك والمعنى هم بين ماءٍ مغليّ يتجرجر في بطونهم ونار تشتعل بأبدانهم بسبب كفرهم.
(٧١) قُلْ أَنَدْعُوا نعبد مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا لا يقدر على نفعنا وضرّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا ونرجع عن دين الإِسلام إلى الشّرك بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ كالذي ذهبت به مردة الجن في المهامة (١) من هوى إذا ذهب
__________________
(١) المهامة امّا من الهومة بمعنى الفلاة ولذا يلقّب الأسد بالهوامّ لاتخاذه المسكن في الهومة فيكون الهومة والمهامة بمعنى أو يأتي من الهيماء بمعنى المفازة بلا ماء.