وفي الكافي : كان عليّ بن الحسين عليهمَا السّلام يأمر غلمانه أن لا يذبحوا حتّى يطلع الفجر ويقول انّ الله جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً لكلّ شيءٍ وقرئ وجاعل اللّيل وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً على أدوار مختلفة يحسب بها الأوقاتُ ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الذي قهرهما وسيّرهما على الوجه الخاصّ الْعَلِيمِ بتدبيرهما.
(٩٧) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (١) في ظلمات اللّيل في البرِّ والبحر وإضافتها اليهما للملابسة أو في مشتبهات الطرق أو الأمور سماها ظلمات على الاستعارة القمّيّ قال النُّجُومَ آل محمّد عليهم السلام قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ بيّناها فصلاً فصلاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ فانّهم منتفعون به.
(٩٨) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وهو آدم عليه السلام فَمُسْتَقَرٌّ وقرء بكسر القاف أي قارّ وَمُسْتَوْدَعٌ والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : انّه قال لأبي بصير حين سأله عن هذه الآية ما يقول أهل بلدك الذي أنت فيه قال يقولون فَمُسْتَقَرٌّ في الرّحم وَمُسْتَوْدَعٌ في الصّلب فقال كذبوا المستقرّ من استقر الإِيمان في قلبه فلا ينزع منه أبداً والمستودع الذي يستودع الإِيمان زماناً ثمّ يسلبه وقد كان الزبير منهم.
وعن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عنها فقال فَمُسْتَقَرٌّ في الرَّحِم وَمُسْتَوْدَعٌ في الصلب وقد يكون المستودع الإيمان ثمّ ينزع منه ولقد مشى الزبير في ضوءِ الإِيمان ونوره حين قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حتّى مشى بالسّيف وهو يقول لا نبايع إلَّا عليّاً وفي رواية قال المستقرّ الثابت والمستودع المعار.
وعن الكاظم عليه السلام : في هذه الآية ما كان من الإِيمان المستقر فَمُسْتَقَرٌّ إلى
__________________
(١) لأنّ من النّجوم ما يكون بين يدي الإِنسان ومنها ما يكون خلفه ومنها ما يكون عن يمينه ومنها ما يكون عن يساره ويهتدي بها في الأسفار وفي البلاد وفي القبلة وأوقات الليل وإلى الطريق في مسالك البراري والبحار وقال البلخيّ ليس في قوله لِتَهْتَدُوا ما يدلّ على أنّه لم يخلقها لغير ذلك بل خلقها سبحانه لأمور جليلة عظيمة ومن فكّر في صغر الصغير منها وكبر الكبير واختلاف مواقعها ومجاريها واتصالاتها وسيرها وظهور منافع الشمس والقمر في نشو الحيوان والنبات علم أنّ الأمر كذلك.