قيل انّا نرى في المسجد رجلاً يعلن بسبّ أعدائكم ويسبّهم فقال ما له لعنه الله تعرّض بنا قال الله وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ الآية.
قال وقال الصادق عليه السلام : في تفسير هذه الآية لا تسبّوهم فإنهم يسبّون عليكم وقال من سبّ وليّ الله فقد سبّ الله وقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم لعليّ صلوات الله عليه : من سبّك فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله فقد كبّه (١) الله على منخريه في نار جهنم كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ في الخير والشر.
والقمّيّ يعني بعد اختبارهم ودخولهم فيه فنسبه الله الى نفسه والدليل على ذلك لفعلهم المتقدم قوله بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ بالمحاسبة والمجازاة.
(١٠٩) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ حلفوا به مجدّين مجتهدين القمّيّ يعني قريشاً لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ من مقترحاتهم لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ هو قادر عليها يظهرُ منها ما يشاء على مقتضى الحكمة ليس شيء مِنها بقدرتي وارادتي وَما يُشْعِرُكُمْ وما يدريكم استفهام إنكار أَنَّها أن الآية المقترحة إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ بها يعني أنا أعلم أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ بها وأنتم لا تدرون بذلك قيل وذلك أنّ المؤمنين كانوا يطمعون في ايمانهم عند مجيء الآية يتمنّون مجيئها فأخبرهم الله سبحانه أنهم ما يدرون ما سبق علمه به من أنّهم لا يؤمنون ألا ترى إلى قوله كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وقيل لا مزيدة.
وقيل أنّ بمعنى لعلّ ويؤيده قراءة أبيّ لعلّها وقرئ إنّها بالكسر على أنّ الكلام قد تمّ قبله ثمّ أخبرهم بعلمه فيهم وهذا أوضح ولا تؤمنون بالتاءِ على أنّ الخطاب للمشركين.
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ عطف على لا يُؤْمِنُونَ أي وما يشعركم انّا
__________________
(١) كببت فلاناً كباً ألقيته على وجهه فاكبّ هو بالألف وهي من النوادر الّتي يعدّى ثلاثيها دون رباعيها.