شياطين الإِنسِ والجنّ فيحملوكم على الأهواءِ والبدع ويضلّوكم عن دين الله وعمّا أُمِرْتم باتباعه قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ تذكراً قليلاً تتذكرون وقرء خفيفة الذال ويتذكرون وبالغيبة خطاباً مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم.
(٤) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ وكثيراً من القرى أَهْلَكْناها فَجاءَها فجاء أهلها بَأْسُنا عذابنا بَياتاً بآيتين كقوم لوط أَوْ هُمْ قائِلُونَ (١) أو هم قائلين نصف النهار كقوم شعيب يعني أخذهم في غفلة منهم وأمن وفي وقتي دعة واستراحة.
(٥) فَما كانَ دَعْواهُمْ ما كانوا يدّعونه من دينهم أو دعائهم واستغاثتهم إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ الّا اعترافهم ببطلانه وبظلمهم فيما كانوا عليه وتحسرّهم على ما كان منهم.
(٦) فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ يعني الأمم عن قبول الرسالة واجابتهم الرسل وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ يعني الأنبياء عن تأدية ما حملوا من الرسالة.
في الإِحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : فيقام الرّسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها الى أممهم فيخبرون أنهم قد أدّوا ذلك إلى أممهم وتسأل الأمم فيجحَدون كما قال الله فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ.
الحديث وقد مضى تمامه في سورة النساءِ عند تفسير فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ.
(٧) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ على الرسل والمرسَل إليهم ما كان منهم بِعِلْمٍ عالمين بأحوالهم الظاهِرة والباطنة وَما كُنَّا غائِبِينَ عنهم وعن أفعالهم وأحوالهم والغرض من السؤال التوبيخ والتقرير عليهم وازدياد سرور المثابين بالثناءِ عليهم وغمّ المعاقبين بإظهار قبائحهم.
(٨) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ أي وزن الأعمال والتميّز بين خفيفها وراجحها.
__________________
(١) قوله تعالى وَأَحْسَنُ مَقِيلاً هو من القائلة وهو استكنان في وقت نصف النهار وفي التفسير إنّه لا ينتصف النهار يوم القيامة حتّى يستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار بالنار.