الحجر إن شاء الله تعالى وفي اسعافه إليه ابتلاء العباد وتعريضهم للثواب بمخالفته.
(١٦) قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي أي فبسبب إغوائك ايّاي وهو تكليفه إياه ما وقع به في الغي ولم يثبت كما ثبتت الملائكة فانّه لما أمره الله بالسجود حملته الأنفة على معصيته لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ لأجتهدنّ في اغوائهم حتّى يفسدوا بسببي كما فسدت بسببهم بأن اترصد لهم على طريق الإِسلام كما يترصد القطاع على الطريق ليقطعه على المارة.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : الصراط هنا عليّ عليه السلام.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : يا زرارة انما عمد لك ولأصحابك فامّا الآخرون فقد فرغ منهم وفي رواية العيّاشيّ عنه عليه السلام : انما صمد (١).
(١٧) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ من الجهاتِ الأربع جمع.
في المجمع عن الباقر عليه السلام : ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ معناه أهوّن عليهم أمر الآخرة وَمِنْ خَلْفِهِمْ أمرهم بجمع الأموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم وَعَنْ أَيْمانِهِمْ أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة وَعَنْ شَمائِلِهِمْ بتحبيب اللذات إليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم (٢).
والقمّيّ ما يقرب منه ببيان أبسط وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ مطيعين قاله تظنّناً لقوله سبحانه ولقد صدق عليهم إبليس ظنّه.
(١٨) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مذموماً من ذامه إذا ذمه مَدْحُوراً مطروداً لَمَنْ تَبِعَكَ
__________________
(١) يصمد في الحوائج يقصد والصمد القصد يقال صمده يصمده صمداً.
(٢) قيل المعنى من قبل دنياهم وآخرتهم ومن جهة حسناتهم وسيئاتهم عن ابن عبّاس وتلخيصه إنّي ازين لهم الدنيا وأخوفهم بالفقر وأقول لهم لا جنّة ولا نار ولا بعث ولا حساب واثبطهم عن الحسنات واشغلهم عنها واحبّب إليهم السّيئات وأحثهم عليها قال ابن عبّاس وانما لم يقل من فوقهم لأن فوقهم جهة نزول الرّحمة من السماء فلا سبيل له الى ذلك ولم يكن من تحت أرجلهم لأن الإتيان به يوحش انتهى وانما دخلت من في القدام والخلف وعن في اليمين والشمال لأن في القدّام والخلف معنى طلب النّهاية وفي اليمين والشمال الانحراف عن الجهة.