سحر وكذب.
قال فانتهوا إلى الجميع وقال الستة حقّ وقال الجميع سِحر وكذب.
قال فانصرفوا على ذلك ثمّ ارتاب من الستّة واحد فكان فيمن عقرها ، قال الرّاوي فحدثت بهذا الحديث رجلاً من أصحابنا يقال له سعيد بن يزيد فأخبرني أنّه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.
وعن الصادق عليه السلام : في قوله تعالى كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ هذا فيما كذّبوا صالحاً وما أهلك الله تعالى قوماً قطّ حتّى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل فيحتجّوا عليهم فبعث الله إليهم صالحاً فدعاهم إلى الله فلم يجيبُوا وعتوا عليه وقالوا لن نؤمن لك حتّى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عَشْرَاء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة ويجتمعون عندها فقالوا له ان كنت كما تزعم نبيّاً رسولاً فادع لنا إلهك حتّى يخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء فأخرجها الله كما طلبوا منهم.
ثمّ أوحى الله إليه أن يا صالح قل لهم : إنَّ الله قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب يوم ولكم شرب يوم فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت ذلك اليوم الماء فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير الا شرب من لبنها يومهم ذلك فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم.
فمكثوا بذلك ما شاء الله ثمّ أنهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض فقالوا اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لها شرب يوم ولنا شرب يوم ثمّ قالوا من الذي يلي قتلها ونجعل له جعلاً ما أحبّ فجاء لهم رجل أحمر أشقر أزرق ولد الزّنا لا يعرف له أب يقال له قذّار (١) شقيّ من الأشقياء مشوم عليهم فجعلوا له جعلاً فلمّا توجّهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده تركها حتّى شربت ذلك الماء وأقبلت راجعة فقعد
__________________
(١) قال في مجمع البحرين وفي الحديث : بئس العبد القاذورة وان الله يبغض العبد القاذورة القاذورة من الرّجال