وعنه عليه السلام : نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال ولنا صفو (١) المال.
والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : لنا الْأَنْفالِ قيل ومَا الأنفال قال منها المعادن والآجام وكل أرض لا ربّ لها وكل أرض باد أهلها فهو لنا وقال ما كانَ للملوك فهو من الأنفال.
وفي الجوامع عن الصادق عليه السلام : الْأَنْفالِ كل ما أخذ من دار الحرب بغير قتال وكل أرض انجلى أهلها عنها بغير قتال وسماها الفقهاء فيئاً والأرضون الموات والآجام وبطون الأودية وقطايع الملوك وميراث من لا وارث له وهي لله وللرسول ولمن قام مقامه بعده.
والقمّيّ عنه عليه السلام : أنّه سئل عن الْأَنْفالِ فقال هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها وهي لله وللرسول وما كان للملوك فهو للإِمام وما كان من أرض خربة لم يوجف (٢) عليها بخيل ولا ركاب وكل أرض لا ربّ لها والمعادن منها ومن مات وليس له مولىً فما له من الأنفال وقال نزلت يوم بدر لما انهزم الناس كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم على ثلاث فرق فصنف كانوا عند خيمة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم وصنف أغاروا على النهب وفرقة طلبت العدوّ وأسروا وغنموا فلمّا جمعُوا الغنائم والأسارى تكلمت الأنصار في الأسارى فأنزل الله تبارك وتعالى ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ فلما أباح الله لهم الأسارى والغنائم تكلم سعد ابن معاذ وكان ممّن أقام عند خيمة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله ما منعنا أن نطلب العدوّ زهادة في الجهاد ولا جبناً من العدو ولكنّا خفنا أن يعرى موضعك فيميل عليك خيل المشركين وقد أقام عند الخيمة وجُوه المهاجرين والأنصار ولم يشكّ أحد منهم والناس كثير يا رسول الله والغنائم قليلة ومتى تعطى هؤلاء لم يبق لأصحابك
__________________
(١) الصفو من الغنيمة ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة وخالص كلّ شيء.
(٢) قوله تعالى فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ هو من الإيجاف وهو السّير الشّديد والمعنى فما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلاً ولا ركاباً وانّما مشيتم إليه على أرجلكم فلم تحصّلوا أموالهم بالغلبة والقتال ولكن الله سلّط رسله عليهم وحواه أموالهم.