وهي الفتنة التي فتنوا بها وقد أمرهم رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم باتّباع عليّ عليه السلام والأوصياء من آل محمّد صلوات الله عليهم.
وفي المجمع عن عليّ والباقر عليهمَا السلام : أنّهما قرئا لتصيبنّ.
وعن ابن عبّاس : أنّها لما نزلت قال النبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم من ظلم عليّاً عليه السلام مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنّما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي.
والقمّيّ نزلت في طلحة والزّبير لما حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وظلموه وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.
(٢٦) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ (١) النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ من الغنائم لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ هذه النّعم.
القمّيّ : نزلت في قريش خاصّة وهو مرويّ عن أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً.
(٢٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنكم تخونون.
في المجمع عن الباقر والصادق عليهمَا السلام : نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وذلك أنّ رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم حاصر يهود بني قريظة إحدى وعشرين ليلة فسألوا رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم الصّلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النّضير على أن يسيرُوا إلى إخوانهم إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام فأبى أن يعطيهم ذلك رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم إلّا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فقالوا أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحاً لهم لأنّ عياله وماله وولده كانت
__________________
(١) التخطّف الأخذ بسرعة انتزاع يقال تخطّف وخطف واختطف أي يستلبكم المشركون من العَرَب أن خرجتم منها وقيل انّه يعني بالنّاس كفّار قريش وقيل فارس والرّوم فَآواكُمْ أي جعل لكم مأوىً ترجعون إليه يعني المدينة دار الهجرة.