غَفُورٌ رَحِيمٌ يتجاوز عنهم ويتفضّل عليهم.
روي : أنَّ اناساً منهم جاؤوا إلى رسول الله صلىَّ الله عليه وآلِهِ وسلم وأسلموا وقالوا يا رسول الله أنت خير النّاس وأبرّهم وقد سبي أهلونا وأولادنا واخذت أموالنا وقد سبي يومئذ ستّة آلاف نفس وأخذ من الإبل والغنم ما لا يحصى فقال اختاروا إمّا سباياكم وإمّا أموالكم فقالوا ما كنّا نعدل الأحساب شيئاً فقال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم وقال إنّ هؤلاءِ جاءوا مسلمين وإنّا خيرّناهم بنى الذّراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب شيئاً فمن كان بيده سبي وطابت نفسه أن يردّه فشأنه ومن لا فليعطنا وليكن قرضاً علينا حتى نصيبَ شيئاً فلنعطيه مكانه فقالوا رضينا وسلّمنا فقال إنّي لا أدري لعلّ فيكم من لا يرضى فمروا عرفاءكم فليرفعوا إلينا فرفعوا أنّهم قد رضوا.
(٢٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ لخبث باطنهم فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فقراً بسبب منعهم من الحرم وانقطاع ما كان لكم من قدومهم من المكاسب والمنافع فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ من عطائه وتفضّله على وجه آخر إِنْ شاءَ ، قيل قيّده بالمشيئة لينقطع الآمال إلى الله تعالى ولنبيّه على أنّه متفضّل في ذلك وانّ الغنى الموعود يكون لبعض دون بعض وفي عام دون عام وقد أنجز وعدَهُ بأن أرسل السّماء عليهم مدراراً ووفّق طائفة من أهل اليمن للإسلام فحملوا الطّعام إلى مكّة ثمّ فتح عليهم البلاد والغنائم وتوجّه إليهم الناس من أقطار الأرض إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بأحوالكم حَكِيمٌ فيما يعطي ويمنع.
(٢٩) قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ يعني لا يؤمِنون بهما على ما ينبغي فانّ إيمانهم كلا إيمان وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ ما ثبت تحريمه بالكتاب والسنة وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ الثابت الذي هو ناسخ سائر الأديان ومبطلها مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بيان ل الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ ما يقرّر عليهم أن يعطوه من جزي دينه إذا قضاه عَنْ يَدٍ مواتية غير ممتنعة وَهُمْ صاغِرُونَ أذلّاء يعني يؤخذ منهم على الصّغار والذّلّ.