فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ إلى ما فيه صلاح ونجاة.
(١١٠) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا يعني مسجد الضرار رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ سبب شكّ وازدياد نفاق في قلوبهم ولا يضمحلّ أثره ثمّ لمّا هدمه الرّسول رسخ ذلك في قلوبهم وازداد بحيث لا يزول رسمه إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ قطعاً بحيث لا يبقى لها قابليّة الإدراك والإضمار.
في الجوامع عن الصادق عليه السلام : أنّه قرأ إلى أَنْ تَقَطَّعَ والقمّيّ حتّى تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وقرئ نقطع وَاللهُ عَلِيمٌ بنيّاتهم حَكِيمٌ فيما أمر بهدم بنائهم.
القمّيّ : فبعث رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم مالك بن دخثم الخزاعيّ وعامر بن عدي أخا بني عمرو بن عوف على أن يهدموه ويحرّقوه فجاء مالك فقال لعامر انتظرني حتّى أخرج ناراً من منزلي فدخل وجاء بنار وأشعل في سعف النّخل ثمّ أشعله في المسجد فتفرقوا وقعد زيد بن حارثة حتّى احترقت البنية ثمّ أمر بهدم حائطه.
(١١١) إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ تمثيل لاثابة اللهِ إيّاهم بالجنّة على بذل أنفسهم وأموالهم في سبيله يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ استيناف ببيان ما لأجله الشرى وقرئ بتقديم المبنى للمفعُول وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَعَدَ ذلك على نفسه وعداً ثابتاً مثبتاً في الكتب الثلاثة وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ أي لا أحد أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ فافرحوا به غاية الفَرَح إذ بعتم فانياً بباق وزائلاً بدائم وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
(١١٢) التَّائِبُونَ رفع على المدح أي هم التَّائِبُونَ
وفي قراءة الباقر والصادق عليهما السلام : التّائبين إلى قوله والحافظين رواها في المجمع عنهما عليهما السلام إجراء على الصّفة للمؤمنين.
في الكافي عن الباقر عليه السلام : أنّه تلا [تلي ظ] عنده التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ فقال لا اقْرأ التائبين العابدين إلى آخرها فسئل عن العلّة في ذلك فقال اشْتَرى مِنَ