يصحّ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي من قبل نفسي من غير أن يأمرني بذلك ربّي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ ليس إلىّ تبديل ولا نسخ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي في التّبديل والنسخ من عند نفسي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.
(١٦) قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ ولا أعلمكم الله به على لساني وقرئ ولأدريكم بلام التأكيد اي ولأعلمكم به على لسان غيري يعني أنّ تلاوته ليست الّا بمشيّة الله واحداثه أمراً عجيباً خارقاً للعادة وهو ان يخرج رجل أمّي لم يتعلّم ساعة من عمره ولا نشأ (١) في بلد فيه العلماء فيقرأ عليكم كتاباً بهر بفصاحته كلّ لكلام فصيح مسحوناً بعلم ما كان وما يكون فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ فقد أقمت فيما بينكم ناشياً وكهلاً مقدار أربعين سنة فلم تعرفوني متعاطياً شيئاً من نحو ذلك فتتهموني باختراعه أَفَلا تَعْقِلُونَ أفلا تستعملون عقولكم بالتدبّر والتفكّر لتعلمُوا أنّه ليس الّا من عِندِ الله.
(١٧) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ.
(١٨) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ تشفع لنا فيما يهمنا من أمور الدنيا والآخِرة قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ أتخبرونه بما ليس بمعلوم للعالم بجميع المعلومات يعني بما ليس بموجود سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ وقرئ بالتاءِ القمّيّ كانت قريش يعبدون الأصنام ويقولون إنّما نعبدهم ليقرِبونا إلى اللهِ زلفى فانّا لا نقدر على عبادة الله فردّ الله عليهم فقال قُلْ لهم يا محمّد أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ أي ليس يعلم فوضع حرفاً مكان حرف أي ليس له شريك يعبد.
(١٩) وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً يعني قبل بعث نوح كانوا على الفطرة
__________________
صلى الله عليه وآله وسلم فانّما يقول بالوحي من الله فلم ينسخ القرآن ولم يبدّله من قبل نفسه بل يكون تبديله من قبل الله تعالى ولكن لا يكون قرآناً ويؤيّد ذلك قوله وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى م ن.
(١) نشأ كمنع شبّ والنّاشئ الغلام جاز حدّ الصّغر ق.