البحر أو نلقيك على نجوة من الأرض وهي المكان المرتفع ليراك بنو إسرائيل لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ وراك وهم بنو إسرائيل آيَةً علامة يظهر لهم عبوديّتك ومهانتك وانّ ما كنت تدّعيه من الربوبيّة محال وكان في أنفسهم أنّ فرعون أجلّ شأناً من أن يغرق.
القمّيّ إنّ موسى أخبر بني إسرائيل أنّ الله قد أغرق فرعون فلم يصدّقوا فأمر الله البَحر فلفظ به على ساحل البحر حتّى رأوه ميّتاً ويأتي تمام الكلام فيه وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ لا يتفكّرون فيها ولا يعتبرون.
في العيون عن الرضا عليه السلام : أنّه سئل لأيّ علّة غرّق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقرّ بتوحيده قال لأنّه آمن عند رؤية البأس والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول وذلك إلى حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف قال الله تعالى فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا وقال عزّ وجلّ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً وهكذا فرعون لمّا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فقيل له آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آية وقد كان فرعون من قرنه إلى قدَمه في الحديد قد لبس على بدنه فلمّا غرق ألقاه الله تعالى على نجوة من الأرض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقّله بالحديد على مرتفع من الأرض وسبيل الثقيل أن يرسب ولا يرتفع فكان ذلك آية وعلامة ولعلّة أخرى أغرقه الله عزّ وجلّ وهي أنّه استغاث بموسى لمّا أدركه الغَرَق ولم يستغث بالله تعالى فأوحى الله عزّ وجلّ إليه يا موسى لم تُغِث فرعون لأنّك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : في هذه الآية أنّ بني إسرائيل قالوا يا موسى ادع الله أن يجعل لنا ممّا نحن فيه فرجاً فدعا فأوحى الله إليه أن سر بهم قال يا ربّ البحر أمامهم قال امض فانّي آمره أن يطيعَك فينفرج لك فخرج موسى ببني إسرائيل واتبعهم فرعون حتّى إذا كاد أن يلحقهم ونظر إليه قد أظلّهم قال موسى للبحر انفرج لي