قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ.
(٩٥) وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ.
في العلل والعيّاشيّ عن الهادي عليه السلام : أنّه سأله أخوه موسى عن هذه الآية حين كتب إليه يحيى بن أكثم يسأله عن مسائل فيها أخبرني من المخاطب بالآية فان كان المخاطبُ به النّبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم وليس قد شكّ فيما أنزل الله وان كانَ المخاطب به غيره فعلى غيره اذن أنزل الكتاب قال موسى فسألت أخي عليّ بن محمّد عليهم السلام عن ذلك فقال المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن في شكّ ممّا أنزل الله ولكن قالت الجهلة كيف لا يبعث إلينا نبيّاً من الملائكة ليفرّق بينه وبين غيره في الاستغناءِ عن المأكل والمشرب في الأسواق فأوحى الله نبيّه فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ بمحضر من الجهلة هل بعث الله رسولاً قبلك الا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ولك بهم أسوة وانّما قال فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ولو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكن يجيبون للمباهلة قد عرف أن نبيّه صلىَّ الله عليه وآله وسلم مؤدّ عنه رسالته وما هو من الكاذبين وكذلك عرف النبيّ صلىَّ الله عليه وآله وسلم أنّه صادق فيما يقول ولكن أحبّ أن ينصف من نفسه.
وفي العلل قال رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم : لا أشكّ ولا أسأل.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : لمّا أسري برسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم إلى السماءِ وأوحى الله إليه في عليّ عليه السلام ما أوحى من شرفه ومن عظمته عند الله وردّ إلى البيت المعمُور وجمع له النّبيين وصلّوا خلفه عرض في نفس رسول الله
__________________
وقيل بل خوطب رسول الله صلّى الله عليه وآله والمراد أمّته والمعنى فان كنتم في شكّ وقيل الخطاب للسّامع ممّن يجور عليه الشّك كقولهم إذا عزّ أخوك فهُن ولا يخفى ما في هذه الأقوال من التّهافت فانّ أهل الكتاب كيف يصدّقونه وهو في شكّ من أمره وان لم يصدقوه فهم اذن يدعونه الى دينهم وما انزل من الوحي انّما انزل إليه ولم ينزل الى الأمّة فكيف تخاطب به الأمة «منه رحمه الله».