الدين وانتشار الأمر في المؤمنين مع اثارة الفتن وإيقاع الحروب كلَّا ف اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام : انّه قيل له يا ابن رسول الله لِأىّ علّة أغرق الله الدنيا كلّها في زمن نوح وفيهم الأطفال وفيهم من لا ذنب له فقال ما كان فيهم الأطفال لأنّ الله أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاماً فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم وما كان الله ليهلك بعذابه من لا ذنب له وامّا الباقون من قوم نوح فاغرقوا بتكذيبهم لنبيِّ الله نوح وسائرهم اغرقوا برضاهم بتكذيب المكذِّبين ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهد.
وفي الكافي والإكمال عن الصادق عليه السلام : لمّا حسر (١) الماء عن عظام الموتى فرأى ذلك نوح عليه السلام جزع جزعاً شديداً واغتم لذلك فأوحى الله عزّ وجلّ هذا عملك أنت دعوت عليهم فقال يا ربّ إنّي استغفرك وأتوب إليك فأوحى الله إليه أنْ كل العنب الأسود ليذهب غمّك.
وعنه عليه السلام : كانت أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة.
وفي الكافي عنه عليه السلام : عاش نوح ألفي سنة وثلاث مائة سنة منها ثمانمائة سنة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصّر الأمصار وأسكن ولده البلدان ثمّ أنّ ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال السلام عليك فردّ عليه نوح عليه السلام فقال ما جاء بك يا ملك الموت فقال جئتك لأقبض روحك قال دعني ادخل من الشمس الى الظل فقال له نعم فتحول ثمّ قال يا ملك الموت كلّ ما مرّ بي من الدنيا مثل تحويلي من الشّمس إلى الظِّلّ فامضِ لما أمرت به فقبض روحه.
وعنه عليه السلام : عاش نوح عليه السلام بعد الطّوفان خمسمائة سنة ثمّ أتاه جبرئيل فقال يا نوح انه قد انقضت نوبتك واستكملت أيامك فانظر إلى الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة التي معك فادفعها إلى ابنك سام فانّي لا اترك الأرض إلّا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويعرف به هداي وتكون النجاة فيما بين مقبض النّبيّ ومبعث النّبيّ
__________________
(١) حسَرَه يحسره كشفه والشّيء حسوراً انكشف ق.