عليه وآله وسلم فأخبرته بذلك وبكت فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فنادى الصّلوة جامعة فاجتمع الناس فقال ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم لا يسألني اليوم أحد من أبوه إلّا أخبرته.
فقام إليه رجل فقال من أبي يا رسول الله؟ فقال أبوك غير الذي تدعى له أبوك فلان بن فلان فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك الذي تدعي له ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه فقام إليه عمر فقال له أعود بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أعف عنّي عَفَا الله عنك فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا الآية عَفَا اللهُ عَنْها قيل استئناف أي عَفَا الله عما سلف من مسألتكم فلا تعودوا الى مثلها وقيل بل صفة أخرى أي عن أشياء عَفَا الله عنها ولم يكلف بها وكفّ عن ذكرها ويؤيّده قول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه : أنّ الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها وحَدَّ لكم حدوداً فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها (١) وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلفوها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ لا يعاجلكم بعقوبة ما يفرّط منكم وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ.
(١٠٢) قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ حيث لم يأتمروا وجحدُوا.
(١٠٣) ما جَعَلَ اللهُ ما شرع الله مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ (٢) وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ في المعاني عن الصادق : أنّ أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد قالوا وصلت فلا يستحلّون ذبحها ولا أكلها وإذا ولدت عشراً جعلوها سائِبَةٍ ولا يستحِلّون ظهرها ولا أكلها وال حامٍ فحل الإبل لم يكونوا يستحلّون فأنزل الله عزّ وجلّ أنّه لم يحرمْ شيئاً من ذلك قال وقد روى : أنّ البحيرة الناقة إذا أنتجت خمسة ابطن فان كان
__________________
(١) نهكت من الطعام بالغت في أكله يقال أنهك من هذا الطّعام وكذلك أنهك عرضه أي بالغ في شتمه.
(٢) السّائبة المهملة والعبد يعتق على أن لا ولاء له والبعير يدرك نتاج نتاجه فيسيّب اي يترك لا يركب والناقة كانت تسيّب في الجاهلية لنذر ونحوه أو كانت إذا ولدت عشرة ابطن كلّهن إناث سيّبت.