أقول : يعني معناه الظاهر الجدي والباطن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم.
(١٧) أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ يعني الأصنام أَفَلا تَذَكَّرُونَ فتعرفوا فساد ذلك.
(١٨) وَإِنْ تَعُدُّوا (١) نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها لا تضبطوا عددها فضلاً أن تطيقوا القيام بشكرها إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ حيث يتجاوز عن تقصيركم في أداءِ شكرها رَحِيمٌ لا يقطعها لتفريطكم فيه ولا يعاجلكم بالعقوبة على كفرانها.
(١٩) وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ من عقائدكم وأعمالكم وهو وعيد.
(٢٠) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ والآلهة الذين تعبدونهم من دونه وقرئ تدعون بالتاءِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ.
(٢١) أَمْواتٌ (٢) غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ولا يعلمون وقت بعثهم أو بعث عبدتهم فكيف يكون لهم وقت جزاءٍ على عبادتهم.
(٢٢) إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ.
(٢٣) لا جَرَمَ حقّاً أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ فيجازيهم وهو وعيد إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ.
القمّيّ والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام : لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يعني الرحمة قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ يعني كافرة وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ يعني عن ولاية عليّ عليه السلام إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ يعني عن ولاية عليّ عليه السلام.
__________________
(١) معناه وان أردتم تعداد نعم الله سبحانه عليكم ومعرفة تفاصيلها لم يمكنكم احصاؤها ولا تعديدها وانّما يمكنكم ان تعرفوا مجملها م ن.
(٢) أكّد كونها أمواتاً بقوله غَيْرُ أَحْياءٍ لنفي الحياة عنها على الإِطلاق فانّ من الأموات من سبقت له حالة في الحياة وله حالة منتظرة من الحياة بخلاف الأصنام فانّه ليس لها حياة سابقة ولا منتظرة وقال أموات ولم يقل موات وإن كان الأموات جمع الميّت الّذي كان فيه حياة فزالت لأنّهم صوّروا الأَصنام على صور العقلاء وهيأتهم وعاملوها معاملة العقلاء تسميةً واعتقاداً ولذلك قال لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ مجمع البيان.