(٢٦) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ من الأساطين التي بنوا عليها فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ هذا تمثيل لاستيصالهم بمكرهم والمعنى أنّهم سوّوا منصوبات ليمكروا الله بها فجعل الله هلاكهم في تلك المنصوبات كحال قوم بنوا بنياناً وعمدوه بالأساطين فأتى البنيان من جهة الأساطين بأن ضعضعت فسقط عليهم السقف وهلكوا ومن أمثالهم من حفر لأخيه جبّاً وقع فيه منكبّاً والمراد بإتيان الله إتيان أمره من القواعد أي من جهة القواعد وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ لا يحتسبون ولا يتوقّعُون وفي الجوامع والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه قرأ فأتى الله بيتهم ، وزاد العيّاشيّ : يعني بيت مكرهم.
وعن الباقر عليه السلام : كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشّرّ.
والقمّيّ عنه عليه السلام : بيت مكرهم أي ماتوا فألقاهم الله في النار قال وهو مثل لأعداءِ آل محمّد صلوات الله عليهم.
وفي التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : فإتيانه بنيانهم من القواعد إرسال العذاب.
(٢٧) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ يذلّهم وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ تعادون المؤمنين وتخاصمونهم في شأنهم وقرئ بكسر النون أي تشاققونني لأنّ مشاقّة المؤمنين مشاقة الله قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أي الأنبياءَ والعلماء الذين كانوا يدعونهم إلى التوحيد فيشاقّونهم ويتكبّرون عليهم إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ الذلة والعذابَ عَلَى الْكافِرِينَ إظهاراً للشّماتة وزيادة في الاهانة.
القمّيّ : الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الأئمّة عليهم السلام يقولون لأعدائهم أين شركاؤكم ومن أطعتموهم في الدنيا.
(٢٨) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ أي ملائكة العذاب كما سَبَق بيانه في سورة النّساءِ عند نظير هذه الآية وقرئ بالياءِ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ بأن عرضوها للعذاب المخلّد فَأَلْقَوُا السَّلَمَ فسالموا وأخبتوا حين عاينوا الموت ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ جحدوا ما وجد