لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ أي إذا [كمن تكن خ ل] النّار الحارة في الشجر الأخضر الرّطب يستخرجها فعرّفكم أنّه على إعادة ما بلى أقدر ثمّ قال أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ إذا كان خلق السموات والأرض أعظم وأبعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوّزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم والأصعب لديكم ولم تجوّزُوا منه ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي قال الصادق عليه السلام فهذا الجدال بالّتي هي أحسن لأنّ فيها قطع عذر الكافرين وإزالة شبهتهم وأمّا الجدال بغير التي هي أحسن فان تجحد حقّاً لا يمكنك أن تفرّق بينه وبين باطل من تجادله وإنّما تدفعه عن باطله بأن تجحَد الحق فهذا هو المحرّم لأنّك مثله جحد هو حقّاً وجحدت أنت حقّاً آخر إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ أي ليس عَليك أن تهديهم ولا أن تردّهم عن الضّلالة وإنّما عليك البلاغ فمن كان فيه خير كفاه البُرهان والوعظ ومن لا خير فيه عجزت عنه الحيل فكأنّك تضرب منه في حديد بارد.
(١٢٦) وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ.
القمّيّ وذلك أنّ المشركين يوم أُحد مَثّلوا بأصحاب النّبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم الذينَ استشهدوا فيهم حمزة فقالَ المسلمُون أما والله لئن أدالنا الله عليهم لنمثلنَّ بأخيارِهم فذلك قول الله تعالى وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ يعني بالأموات.
وعن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه قال يوم أُحد : من له علم بعمّي حمزة فقال الحارث بن الصّمت أنا أعرف موضعه فجاءَ حتّى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم فيخبره فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام اطلب يا عليّ عمّك فجاء عليّ عليه السلام فوقف على حمزة فكره أن يرجع إليه فجاءَ رسُول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم حتّى وقف عليه فلمّا رأى ما فعل به بكى ثمّ قال ما وقفتُ موقفاً قطّ أغيظ عليّ من هذا المكان لئن أمكنَني