وجعلته رسولاً إليهم فلمّا عصوا دعاني فاستجبت له وغرّقتهم وأنجيته ومن معه في الفلك وإن كان أبوك إبراهيم اتخذته خليلاً وأنجيته من النّار وجعلتها عليه برداً وسلاماً وإن كان يعقوب وهبت له اثني عشر ولداً فغيّبت عنه واحداً فما زال يبكي حتّى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني إلى خلقي فأيّ حقّ لآبائك عليّ قال فقال له جبرئيل قل يا يوسف أسألك بمنّك العظيم وإحسانك القديم فقالها فرأى الملك الرّؤيا وكان فرجه فيها.
وفي المجمع والقمّيّ والعيّاشيّ عنه عليه السلام : لما انقضت المدّة وأذن الله له في دعاء الفرج وضع خدّه على الأرض ثمّ قال اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانّي أتوجّه إليك بوجوه آبائي الصالحين إبراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب ففرّج الله عنه ، قيل أندعوا نحن بهذا الدعاء قال ادعوا بمثله اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة محمّد وعليّ وفاطمة والحَسَن والحُسين والأئمّة عليهم السلام.
(٤٣) وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ (١) وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ في المجمع والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه قرأ وسبع سنابل خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ وسبعاً يابسات التوت على الخضر حتّى غلبن عليها واستغنى عن بيان حالها بذكر حال البقرات يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ عبّروها إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ان كنتم عالمين بتأويلها.
(٤٤) قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ أي هذه أضغاث أحلام وهي تخاليطها وأباطيلها وما يكون منها من وسوسة أو حديث نفس جمع ضغث (٢) وأصله ما جمع من اخلاط النّبات وحزم فاستعير للرؤيا الكاذبة.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : الرّؤيا على ثلاثة وجوه بشارة من الله
__________________
(١) العجف محرّكة ذهاب السّمن وهو اعجف وهي عجفاء ج عجاف شاذّ لأنّ افعل وفعلاء لا يجمع على فعال لكنّهم بنوه على سمان لأنّهم قد يبنون الشّيء على ضدّه كقولهم عدّوة لمكان صديقة وفعول بمعنى فاعل لا يدخله الهاء وقد عجف كفرح وكرم ق.
(٢) الضّغث بالكسر والفتح قبضة الحشيش المختلط رطبها ويابسها وأَضْغاثُ أَحْلامٍ مثل أضغاث الحشيش يجمعها الإنسان فيكون منها ضروب مجتمعة م.