وزاد العيّاشيّ أنّه قال : أما سمعت قوله تعالى وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً.
والقمّيّ عنه عليه السلام : قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه السلام ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ يعني على البناء للفاعل فقال ويحك وأيّ شيء يعصرون يعصرون الخمر قال الرّجل يا أميرَ المؤمنين كيف أقرؤها فقال إنّما أنزلت عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُونَ يعني على البناءِ للمفعول أي يمطرون بعد المجاعة والدّليل على ذلك قوله تعالى وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً.
(٥٠) وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ بعد ما جاءه الرّسُول بالتعبير فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ ليخرجه قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ العيّاشيّ مضمراً : يعني العزيز فَسْئَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ تأنّى في إجابة الملك وقدم سؤال النسوة وفحص حاله ليظهر براءة ساحته ويعلم أنّه سجن ظلماً ولم يتعرض لامرأة العزيز مع ما صنعت به كرماً ومراعاة للأدب.
في المجمع عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم : لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسّمان ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى اشترط أن يخرجوني مِن السِّجْن ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين أتاه الرسول ف قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ ولو كنت مكانه ولبثت في السّجن ما لبث لأسرعت الإجابة وبادرتهم الباب وما ابتغيت العذر إنّه كان لحليماً ذا أناة.
والعيّاشيّ عنهما عليهما السلام إنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قال : لو كنت بمنزلة يوسف حين أرسل إليه الملك يسأله عن رؤياه ما حدّثته حتّى اشترط عليه أن يخرجني من السّجن وتعجّبت لصبره عن شأن امرأة الملك حتّى أظهر الله عذره إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ استشهد بعلم الله عليه وعلى أنّه بريء ممّا قذفته به.
(٥١) قالَ ما خَطْبُكُنَ قال الملك ما شأنكن إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ تعجبّاً من عفّته ونزاهته عن [الريبة الزّنية خ ل] ومن قدرة الله على خلق