الاجتباءَ حَكِيمٌ يفعل الأشياء على ما ينبغي.
(٧) لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ أي في قصّتهم آياتٌ دلائل قدرة الله وحكمتِهِ وعلامات نبوتك وقرئ آية لِلسَّائِلِينَ لمن سأل عن قصّتهم.
في الجوامع روى : أنّ اليهود قالوا لكبراءِ المشركين سلوا محمّداً لِمَ انتقل آل يعقوب من الشام الى مصر وقصّة يوسف قال فأخبرهم بالقصّة من غير سماع ولا قراءة كتاب.
(٨) إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ بنيامين خصّ بأخوَّة لأنّ أمّهما كانت واحدة أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ والحال انّا جماعة أقوياء أحق بالمحبة من صغيرين لا كفاية فيهما إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ لتفضيله المفضول وتركه التعديل في المحبّة.
(٩) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً مجهولة بعيدة من العمران كما يستفاد من تنكيرها واخلائها عن الوصف يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ يصفُ (١) لكم وجهه فيقبل عليكم بكليّة ولا يلتفت عنكم إلى غيركم ولا ينازعكم في محبّة أحد وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ من بعد يوسف أو بعد قتله قَوْماً صالِحِينَ تائبين إلى الله ممّا جنيتم.
في العلل عن السّجّاد عليه السلام : أي تتوبون.
(١٠) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ قيل هو يهودا وكان أحسنهم رأياً.
والقمّيّ : هو لاوي عن الهادي عليه السلام كما يأتي لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ فانّ القتل عظيم وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ في قعر البئر وقرئ غابات يَلْتَقِطْهُ أي يأخذه بَعْضُ السَّيَّارَةِ بعض الذين يسيرون في الأرض إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ ما يفرّق بينه وبين أبيه.
(١١) قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ لم تخافنا عليه وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ ونحن نشفق عليه ونريد له الخير.
__________________
(١) و «صفا الماء صفواً» من باب قعد و «صفاءً» ممدوداً إذا خلص من الكدر.