السلام منّي فلّما سمعُوا كلامه قال بعضهم لبعض لا تزالوا من هاهنا حتّى تعلموا أنّه قد مات فلم يزالوا بحضرته حتّى أيسوا ورجعوا.
والقمّيّ : فأدنوه من رأس الجبّ وقالوا له انزع قميصك فبكى وقال يا اخوتي تجرّدوني فسلّ واحد منهم عليه السِّكّين وقال لئن لم تنزعه لأقتلنّكَ فنزعه فَدَلَوْه في اليّم وتنحوا عنه فقال يوسف في الجبّ يا إله إبراهيم واسحق ويعقوب ارحم ضعفي وقلّة حيلتي وصغري.
ثم قال القمّيّ ونَسَب ابن طاوس قوله هذا إلى الصادق عليه السلام : ورجع إخوته فقالوا نعمد إلى قميصه فنلطخه بالدّم ونقول لأبينا انّ الذئب أكله فقال لهم أخوهم لاوي يا قوم ألسنا بني يعقوب إسرائيل الله ابن اسحق نبيّ الله ابن إبراهيم خليل الله أفتظنّون أنّ الله يكتم هذا الخبر عن أنبيائه فقالوا ومَا الحلية قالوا نقوم ونغتسل ونصليّ جماعة ونتضرّع إلى الله أن يكتم ذلك عن أنبيائه فانّه جواد كريم فقاموا واغتسلوا وكانت في سنّة إبراهيم واسحق ويعقوب أنّهم لا يصلّون جماعة حتّى يبلغوا أحد عشر رجلاً فيكون واحداً منهم إماماً وعشرة يصلّون خلفه قالوا وكيف نصنع وليس لنا إمام فقال لاوي نجعل الله إمامنا فصلّوا وتضرعوا وبكوا وقالوا يا ربّ اكتم علينا هذا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أوحى الله تعالى إليه في صغره كما أوحى إلى يحيى وعيسى لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا لتحدثنهم بما فعلوا بك وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ أنّك يوسف لعلّو شأنك وطول العهد المغيّر للهيئات إشارة إلى ما قال لهم بمصر حين دخلوا عليه ممتارين فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ، بشّره بما يؤول إليه أمره ايناساً له وتطييباً لقلبه.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يقول لا يشعرون أنّك أنت يوسف أتاه جبرئيل فأخبره بذلك.
في العلل والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : وكان ابن سبع سنين.
(١٦) وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً آخر النّهار يَبْكُونَ متباكين قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ نتسابق في العَدْو وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا