تكونها عنه بسبب اختلاف الزئبق ، وما يجرى مجراه فى نفسه ؛ وبسبب اختلاف ما يخالطه (١) حتى يعقده. فإن كان الزئبق نقيا وكان ما يخالطه فيعقده (٢) قوة كبريت أبيض غير محرق ولا درن ، بل هو أفضل مما يتخذه (٣) أهل الحيلة (٤) ، كان منه الفضة. وإن (٥) كان الكبريت (٦) مع نقائه (٧) أفضل من ذلك وأنصع ، وكان فيه قوة صباغية (٨) نارية لطيفة غير محرقة أفضل من الذي يتخذه أهل الحيلة ، عقده ذهبا. ثم إن كان الزئبق جيد الجوهر ، ولكن الكبريت الذي يعقده غير نقى ، بل فيه قوة احتراقية ، كان منه مثل النحاس. وإن كان الزئبق رديئا دنسا متخلخلا أرضيا ، وكان كبريته نجسا (٩) أيضا ، كان منه الحديد. وأما الرصاص (١٠) القلعى فيشبه أن يكون زئبقه جيدا ، إلا أن كبريته ردئ وغير شديد المخالطة ، وكأنه (١١) مداخل (١٢) إياه سانا فسافا ، فلذلك يضر. وأما الآنك فيشبه أن يكون ردئ الزئبق ، ثقيلة (١٣) طينته ، ويكون كبريته رديئا منتنا ضعيفا ، فلذلك لم يستحكم انعقاده. وليس يبعد أن يحاول أصحاب الحيل حيلا تصير بها أحوال انعقادات الزئبق بالكباريت انعقادات محسوسة بالصناعة ، وإن لم تكن الأحوال الصناعية على حكم الطبيعية (١٤) وعلى صحتها (١٥) ، بل تكون مشابهة (١٦) أو مقاربة لذلك (١٧) ، فيقع التصديق بأن جهة كونها فى الطبيعة هذه الجهة ، أو (١٨) مقاربة لها ، إلا أن الصناعة تقصر فى ذلك عن الطبيعة ولا تلحقها (١٩) وإن اجتهدت.
وأما ما يدعيه أصحاب الكيمياء ، فيجب أن تعلم أنه ليس فى أيديهم أن يقلبوا الأنواع قلبا حقيقيا ، لكن فى أيديهم تشبيهات حسية ، حتى يصبغوا (٢٠) الأحمر صبغا أبيض شديد الشبه بالفضة ، ويصبغوه صبغا أصفر شديد الشبه (٢١) بالذهب ؛ وأن يصبغوا الأبيض أيضا
__________________
(١) ما يخالطه : يخالطه م (٢) فيعقده : فيعقد د ، ط ، م.
(٣) يتخذه : يتخذ سا ، ط ، م (٤) الحيله : + منه سا ، ط
(٥) وإن : فإن د ، سا ، ط ، م (٦) الكبريت : بالكبريت ط
(٧) نقائه : نقصايه م (٨) صباغية : صباغة سا ، ط ، م.
(٩) نجسا : نجيبا د. (١٠) الرصاص : + الجيد بخ.
(١١) وكأنه : فكأنه ط
(١٢) مداخل : يداخل ط.
(١٣) ثقيلة : منتنة ب.
(١٤) الطبيعية : الطبيعة سا ، ط ، م
(١٥) صحتها : الصحة د ، سا ؛ صحته ط
(١٦) مشابهة : متشابهة ب
(١٧) لذلك : ساقطة من م.
(١٨) مقاربة ... أو : ساقطة من سا.
(١٩) ولا تلحقها : تلحقها م. (٢٠) يصبغها : يصبغ ط.
(٢١) بالفضة ... الشبه : ساقطة من م.