وقد كانت (١) ظهرت هذه القوس على الغمام ، ونحن ننزل عنه إلى الغمام ، فنرى هذا الخيال ما بيننا وبين الغمام المتراكم متشبحا (٢) على السحاب ، (٣) منثلم (٤) الاستدارة ، لصق (٥) الجبل ، لا ينقص عن الدائرة إلا قدر ما يكسره الجبل. وكنا كلما أمعنا فى النزول صغر قدره ونقص قطره ، حتى صارت (٦) دائرة صغيرة جدا ، لأن قربها منا وبعد الشمس عنها (٧) كان يزيد (٨) ويصير المخروط البصرى أصغر قطعا ؛ فلما قربنا من السحاب وكدنا نخوض فيه اضمحل ، ولم يتخيل بعد. (٩) فهذا هو صورة المرآة التي تخيّل (١٠) هذا الخيال. وأما لونه فلعله إنما (١١) لا يكون (١٢) منيرا أبيض ، لأن (١٣) مرآته (١٤) بعيدة عن النير ، ليس كما يرى فى الهالة. فلذلك يختلط الضوء الخيالى (١٥) بشيء من جنس الظلمة ، فتتولد حمرة وأرجوانية وغير ذلك.
وأما شكله ، فأعلم أنه يجب أن يكون مستديرا ، وأعلم علته وهو ما قد دللت عليه. ولذلك (١٦) فإن الشمس إذا كانت على الأفق وجب (١٧) ضرورة أن ترى من القوس نصف دائرة ، وذلك لأن القوس ليس وضعها وضع الهالة موازيا للأرض حتى يكون جميع (١٨) ما تخيله مرئيا ، فيرى الخيال ؛ وإنما وضع القوس وضع مقاطع للأفق (١٩) لا مواز له. فإذا كانت الشمس على الأفق قطعت الأفق من الدائرة الموهومة له نصفها لا محالة ، فإن ارتفعت الشمس ارتفع (٢٠) محور المنطقة ، فانحطت (٢١) المنطقة لا محالة ، فنقصت القوس لا محالة. حتى إذا ارتفعت الشمس ارتفاعا كبيرا لم يكن قوس ، وأما إذا كان ارتفاعها إلى حدّ كان (٢٢) قوس. فلذلك يجوز أن تحدث القوس فى بعض البلاد فى الشتاء فى أنصاف النهار. ولا تحدث فى الصيف ، لقلة (٢٣) ارتفاع الشمس فى أنصاف نهار الشتاء وكثرته فى أنصاف نهار الصيف.
__________________
(١) كانت : كان د ، سا (٢) متشجا : ساقطة من د
(٣) السحاب : ساقطة من د (٤) منثلم : + فى ط
(٥) لصق : لصيق ط ؛ لشق طا (٦) صارت : صار د ، سا
(٧) عنها : عنا ط (٨) يزيد : يزيده م
(٩) بعد : بعدا م (١٠) تخيل : تخيلت ط
(١١) إنما : إنه إنما م ؛ ساقطة من سا
(١٢) لا يكون : يكون م (١٣) لأن مراته بعيدة : ساقطة من م
(١٤) مراته : مائيته ب ؛ مرايته د ؛ مرائية سا
(١٥) الخيالى : الخيال د
(١٦) ولذلك : وكذلك م
(١٧) وجب : يوجب د ، سا
(١٨) جميع : ساقطة من سا
(١٩) للأفق : الأفق د ، سا
(٢٠) ارتفع : + طرف د ، سا ، ط
(٢١) فانحطت المنطقة : ساقطة من د
(٢٢) حد كان : ساقطة من سا
(٢٣) لقلة : لعلة سا.