مدة لا يطفأ لزمه أن يتبع حركة الهواء الدائر بحركة الفلك ، فلزم أن كان له شروق وغروب.
ويقل تكون أمثال (١) هذه الآثار ، لأنه يقل أن تكون مادة دخانية يتأتى لها أن تبلغ ذلك الموضع ولا تتبدد (٢) فى الطريق ، وأن تكون كثافتها الكثافة (٣) التي تبقى لها مشتعلة فلن تصعّدها إلا قوة شديدة. وقد يعرض أن تكون أدخنة تصعد إلى الجو أكثف وأغلظ وأرطب من ذلك فلا تشتعل ، بل تتجمر ، (٤) فترى (٥) منها فى الجو علامات حمر (٦) هائلة. وربما كانت عكوسا عن إشراق الشمس ، كما يرى فى الصبح ، وعلى الغيوم المشرقية صبيحة ، (٧) والمغربية أصيلا. وربما تفحمت وتراكمت وبقيت وخيلت أنها هوات فى الجو وأخاديد أو منافذ مظلمة فى السماء تختلف بحسب (٨) اختلاف ثخنها وعرضها ، فما استعرض وقل ثخنه سمى وهدة ، وما ازداد ثخنه وإن لم يزدد عرضه سمى غورا وهوة. والأضيق أشد تخييلا (٩) لذلك ، لأن من شأن الأسود أن يحكى البعد والمنفذ المظلم.
وإذا اجتمع لونان أسود وأبيض فى سطح واحد ، خيل الأبيض أنه أقرب والأسود أنه أبعد ؛ لأن الأبيض أشبه بالظاهر ، والظاهر أشبه بالقريب ؛ والأسود بالضد ؛ والطبيعة آلف للنور والبياض. (١٠) وهذه الآثار كلها تدل (١١) على الرياح وقلة (١٢) الأمطار ، وعلى فساد الجو ويبسه واستحراره ، وعلى الأمراض الحارة (١٣) اليابسة القاتلة.
__________________
(١) أمثال : ساقطة من سا
(٢) ولا تتبدد : ولا تتبدل ب ، ط ، م
(٣) الكثافة : للكثافة ط.
(٤) تتجمر : تحمر م
(٥) فترى : قوى د
(٦) حمر : حمرة ط ، م ؛ ساقطة من ب.
(٧) صبيحة : صبحية ط
(٨) بحسب : ساقطة من ب
(٩) تخييلا : تخيلا ب ، سا.
(١٠) والبياض : وللبياض د ، سا
(١١) تدل : + بكثرتها د ، سا ، ط ، م
(١٢) وقلة : وقلها م
(١٣) الحارة : الحادة سا.